الجيش الأميركي يحقق في ظروف مقتل 11 مدنيا بينهم 5 أطفال في الإسحاقي

وسط اتهامات لـ «المارينز» بقتل الضحايا بالرصاص

TT

قال الجيش الاميركي امس انه يحقق في ادعاءات للشرطة العراقية بأن جنوده قتلوا بالرصاص عائلة من 11 فردا من نفس الاسرة في منزلهم الاسبوع الماضي. ويأتي التحقيق بعد يوم من نشر مجلة «تايم» ادعاءات بأن مشاة البحرية الاميركية (المارينز) قتلوا مدنيين في بلدة أخرى في غرب العراق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت مجلة «تايم»، ان دورية انتابتها حالة من الهياج بعد مقتل أحد أفرادها في انفجار قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق في مدينة حديثة غرب بغداد. ونشرت الصحيفة روايات تفصيلية، نقلتها عن سكان المدينة. واتهمت الشرطة في منطقة الاسحاقي شمال بغداد يوم الاربعاء، القوات الاميركية بقتل 11 شخصا بالرصاص، من بينهم خمسة أطفال، بينما قال الجيش الاميركي ان أربعة أشخاص فقط قتلوا اجمالا. ونسبت وكالة رويترز الى المتحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد، اللفتنانت كولونيل باري جونسون قوله امس، «بسبب هذا التناقض.. فتحنا تحقيقا».

وساهمت الاتهامات بأن جنودا أميركيين يقتلون عادة أشخاصا أبرياء، في زيادة الغضب من الاحتلال بين العراقيين خلال السنوات الثلاث الماضية. ويشكو العراقيون أيضا من أن اجراءات تأديبية ضعيفة اتخذت في الحالات القليلة، التي أجريت فيها تحقيقات.

وقالت الشرطة في منطقة الاسحاقي، الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمال بغداد، ان خمسة أطفال، لم يبلغوا بعد سن الالتحاق بالمدرسة، وأربع سيدات ورجلين، قتلوا بالرصاص على يد القوات الاميركية في منزل تم تفجيره بعد ذلك. وقال العقيد في الشرطة العراقية فاروق حسين، في ذلك الوقت، انها جريمة واضحة وكاملة. وأشار الى أن تشريح الجثث أثبت أن جميع الضحايا أطلق عليهم الرصاص في الرأس. واضاف حسين أن الجثث وجميعها كانت مقيدة اليدين قد ألقيت في غرفة واحدة قبل تدمير المنزل.

وقال متحدث باسم الجيش الاميركي في ذلك الوقت، ان القتلى الاربعة، كان من بينهم مسلح. وأضاف أنهم قتلوا بعدما تعرضت القوات لاطلاق نار من المنزل، عندما وصلت لاعتقال أحد المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة. وقال الميجر تيم كيفي، «تعرضت القوات لاطلاق نار عندما اقتربت من المبنى... وردت قوات التحالف على اطلاق النار باستخدام عتادها الجوي والبري، وقتل أحد الاعداء وقتلت أيضا سيدتان وطفل في معركة بالرصاص، ودمر المبنى».

وعلى غرار الاسحاقي القريبة من سامراء، شهدت مدينة حديثة في محافظة الانبار بغرب العراق نشاطا كبيرا للمسلحين من العرب السنة. وفي 20 نوفمبر، أصدر الكابتن جيفري بول، المتحدث باسم المارينز، بيانا يقول فيه، انه في اليوم السابق انفجرت قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق وقتلت 15 مدنيا وأحد أفراد مشاة البحرية. وأضاف أنه في معركة بالرصاص بعد ذلك قتلت القوات الاميركية والعراقية ثمانية مسلحين. واكد مسؤولون عسكريون أميركيون بعد ذلك أن الرواية الخاصة بحادث يوم 19 نوفمبر، كانت خاطئة وأن المدنيين الخمسة عشر قتلوا بالرصاص وليس بسبب الانفجار. وقالت مجلة «تايم» هذا الاسبوع، ان شريط فيديو للجثث قدمته للجيش في يناير (كانون الثاني) أدى الى اعادة النظر في رواية الجيش للحادث. ومن بين حالات أخرى في الانبار في العام الماضي كان تحقيق قد فتح في يوليو (تموز) في مقتل ابن عم لسفير العراق السابق لدى الامم المتحدة سمير شاكر الصميدعي، الذي عين أخيرا سفيرا في واشنطن. وقال السفير ان مقتل ابن عمه الشاب في منزله قرب حديثة كان حادث «قتل بدم بارد»، ولم تنشر نتائج التحقيق بعد. ونقلت «تايم» هذا الاسبوع عن سكان في حديثة اتهامهم لمشاة البحرية بقتل المدنيين بالرصاص في منازلهم. وكان من بين الذين نقلت عنهم المجلة أقوالهم، الطفلة ايمان وليد البالغة من العمر تسع سنوات، التي قالت انها تتذكر القوات وهي تصوب بنادقها من خلال باب غرفة معيشتها. وقالت «شاهدتهم وهم يطلقون الرصاص على جدي.. في الصدر ثم بعد ذلك في الرأس ... ثم قتلوا جدتي بعد ذلك».