إسرائيل تستعد لمواجهة تأثير نتائج تقرير حول تأثير اللوبي اليهودي على السياسة الأميركية

TT

تلقت القيادة الاسرائيلية بقلق بالغ نتائج الدراسة التي أجراها عالمان أميركيان في جامعة هارفرد اشهر الجامعات الاميركية، قالا فيها ان اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة وعلى وجه الخصوص لجنة العلاقات العامة الاميركية الاسرائيلية «ايباك»، تدفع واشنطن للانحراف عن سياساتها الشرق اوسطية لصالح إسرائيل، جدلا واسعا بين انصار إسرائيل وخصومها في الولايات المتحدة. وتفيد الدراسة بان هذا اللوبي هو الذي دفع بالرئيس جورج بوش لاعلان الحرب على العراق وشن الحملة الواسعة ضد ايران وضد «حماس».

وتدرس وزارة الخارجية الاسرائيلية اعداد خطة لمجابهة تبعات هذه الدراسة والعمل على منع اجراء تغيير في السياسة الأميركية بسببها.

وكانت الدراسة قد نشرت يوم السبت الماضي في واشنطن وهي من اعداد البروفيسور ستيفن فولت، عميد كلية دراسات الحكم على اسم كندي في جامعة هارفرد، والبروفيسور جون مرشهايمر، من جامعة تشيكاغو، وهما من خيرة الباحثين في السياسة الدولية وعلوم الحكم والتخطيط الاستراتيجي في الولايات المتحدة. وحسب مصادر اسرائيلية مطلعة فإنهما يتمتعان بمصداقية عالية ولهما تأثيرا مباشرا على ألوف العلماء والدبلوماسيين الذين تخرجوا على أيديهما في الدراسة الجامعية. وجاءت الدراسة تحت عنوان «اللوبي الاسرائيلي والسياسة الدستورية في الولايات المتحدة»، وجاء فيها ان اسرائيل ومؤيديها في واشنط هم الذين والى حد كبير، يملون على الادارة الاميركية سياستها الخارجية ولا سيما سياستها الشرق اوسطية. وهو أمر كما يقول التقرير يتناقض كليا مع المصالح الأميركية. وأن اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة كان عنصرا حاسما في قرار الرئيس بوش للحرب في العراق وأن العداء الذي تكنه الحركات الاسلامية للولايات المتحدة والسمعة السيئة لأميركا في الشرق الأوسط ناجمان عن سياسة العلاقات المميزة للولايات المتحدة مع اسرائيل. ويشير التقرير بشكل خاص الى النفوذ الاسرائيلي الواسع في الكونغرس الأميركي. وقالت مصادر سياسة مطلعة في القدس المحتلة، أمس، ان مضمون هذه الدراسة يجب أن يقض مضاجع اسرائيل ويطير النوم من عينيها. إذ ان قيام باحثين كبيرين بهذا المستوى بنشر مثل هذه الاستنتاجات يدل على أن الكثير من ذوي الشأن في الولايات المتحدة يفكرون تجاه اسرائيل بهذه الطريقة ولكنهم يحبذون الصمت. بيد انهم في الحلقات المغلقة يتحدثون عن الموضوع بكثرة وبصراحة أكبر وبعداء أشد نحو اسرائيل. ويخشى الاسرائيليون من نتائج نشر مثل هذه الدراسة، واكثر ما يخشونه هو أن يبدأ الرئيس بوش في تغيير موقفه، حيث ان رفاقه في الحزب الجمهوري ليسوا معنيين بأن يتحول هذا الموضوع الى قضية مركزية في الانتخابات الأميركية المقبلة. لأن في ذلك حتما خسارة اعداد كبيرة من الأصوات. إذ ان الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري يستعد لمهاجمة تيار قيادة بوش في الأشهر الأخيرة، ومثل هذا التقرير سيكون عنصرا اساسيا في المعركة الانتخابية.