عبد المهدي بعد لقائه السيستاني: أزمة الحكومة تراوح مكانها

خليلزاد يحث الزعماء العراقيين على الارتفاع إلى مستوى ما يريده مواطنوهم

TT

بينما اكد احد نائبي الرئيس العراقي أن ازمة تشكيل الحكومة الجديدة «ما زالت ترواح في مكانها»، دعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته والمرشح لرئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة ابراهيم الجعفري، الى تضافر الجهود لعدم تجاوز الشهر المقبل لتشكيل الحكومة. فيما حث السفير الاميركي في بغداد الزعماء السياسيين المعنيين بهذا الامر على ان يكونوا «على مستوى الوضع من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية»، محذرا من ان «البلد ينزف».

وبعد زيارته المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في النجف، امس، قال نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ان المباحثات بين الكتل السياسية حول من يتولى رئاسة الوزراء «ما زالت تراوح في مكانها». وأضاف «من الصعب وضع وقت لتشكيل الحكومة، اذ ان هذا يعتمد على الاتفاق بين الكتل السياسية حول الرئاسات وبالأخص رئاسة الوزراء»، حسبما نقلت وكالة الانباء الوطنية العراقية (نينا).

وأضاف عبد المهدي، الذي زار السيستاني على رأس وفد رفيع المستوى من لائحة الائتلاف العراقي الموحد «ان الوفد عرض على السيد السيستاني الاوضاع السياسية، اذ كان هناك عرض للواقع السياسي (..) تباحثنا في ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة وأهمية وحدة الائتلاف والالتزام بالدستور ودفع العملية السياسية الى الامام مع كل الشركاء». وأكد من جديد «ان الائتلاف العراقي الموحد لم يتقدم بمرشح آخر لرئاسة الوزراء، وما يزال الدكتور الجعفري هو مرشحه وان الائتلاف لم يجب إلى الآن على الرسائل التي قدمت له (من الكتل الاخرى) بخصوص تغييره».

وأشار عبد المهدي الى: «ان الائتلاف لا يقبل بأي شكل كان التجاوز على القواعد الدستورية، لأن الشعب العراقي عمل الكثير من أجل اقرار الدستور، واننا يمكن ان نتباحث في أية مسألة من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية وتحقق تقدما مهما في هذه القضية».

من جانبه، قال همام حمودي النائب عن الائتلاف «ان الجبهة التي شكلت أخيرا، دليل على ان العراق موحد، وان هناك نوعا من التحالف الشيعي السني والعربي الكردي والعلماني الاسلامي، وانها رسالة ضد الارهاب ومن يجر البلاد الى حرب اهلية»؛ في اشارة الى مشروع اعلن عنه أخيرا لإنشاء جبهة سياسية تضم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم وينتسب اليه حمودي وعبد المهدي، والحزبين الكرديين الرئيسيين بزعامة جلال طالباني ومسعود بارزاني وجبهة الوفاق الوطني العراقي، بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، والحزب الاسلامي العراقي (سني).

وعقب لقائه رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جون وورمر في بغداد، امس، قال الجعفري امام الصحافيين ردا على سؤال حول المدة الزمنية المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة «أدعو الى تضافر كل الجهود من اجل ألا نتجاوز الشهر الرابع (المقبل) لتشكيل الحكومة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد الجعفري «التمسك بحكومة وحدة وطنية واسعة تضم كل الفرقاء السياسيين»، مضيفا ان «هناك مراجعة شاملة على ضوء تجربة عام 2005، لكل الهيكل المرتبط بالحكومة بغرض إيجاد بديلين اقوياء وأكفاء يعملون بشكل متجانس».

في غضون ذلك، عزا نصير العاني القيادي في جبهة التوافق العراقية (سنية) تعليق المفاوضات بين الكتل السياسية الى الاسبوع المقبل، الى الانشغال بذكرى اربعينية الامام الحسين، وقال «لا توجد أسباب اخرى».

وأكد في تصريح نقلته وكالة انباء (اصوات العراق)، امس، انه تم «قطع أشواط متقدمة في المفاوضات». وأشار الى انه «تتم حاليا مناقشة كيفية ايجاد مخرج دستوري لإنشاء مجلس الأمن القومي الذي اتفقت عليه القوائم»، وأضاف أن «من المحتمل ان يتم ادخاله ضمن فقرات الدستور بعد ان تعدل، أو ان يلحق ضمن الصلاحيات الدستورية».

وعلى صعيد آخر، اعتبر العاني ان «من السابق لأوانه المطالبة بإقامة إقليم الوسط والجنوب»، الذي كرر الدعوة اليه اول من امس عبد العزيز الحكيم. وأوضح ان «فقرات الدستور ستكون عرضة للتغيير خلال الاربعة اشهر الاولى من انعقاد مجلس النواب».

وكان السفير الاميركي زلماي خليلزاد قد حذر الليلة قبل الماضية من ان العراق «ينزف»، وان مجموعات المتمردين تقاتل لاستغلال الفراغ في السلطة، حاثا على التعجيل في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «اي بي سي» ان «البلد ينزف. العراقيون يريدون ان يكون زعماؤهم على مستوى الوضع من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «انها مرحلة هشة»، مضيفا ان «الارهابيين الذين يعملون من اجل التحريض على حرب اهلية، يجدون ان الظروف الحالية، حيث لا توجد حكومة وحدة وطنية، توفر مناخا ملائما بالنسبة لهم لاستغلال الفراغ القائم».

ورفض خليلزاد ايضا ما اعلنه رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي من ان العراق في حرب أهلية الآن، وقال «هناك توترات طائفية وأعمال عنف طائفية، ولكن برأيي الحرب الاهلية ليست هنا بعد».