بلير: دعم إيران للإرهاب يجعلها ضمن المعركة

TT

ربط رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بين ايران والحرب العالمية على الارهاب قائلاَ «عندما تدعم ايران الارهاب تصبح ضمن نفس المعركة». وجسد بلير سياسة بلاده الخارجية في خطاب مطول يدعم سياسة «التدخل» و«الفعل بدلاً من رد الفعل» في مواجهة «الارهاب». وتحت عنوان «ليس التضارب بين الحضارات بل التضارب حول الحضارة»، ركز بلير أمس على التهديد الذي يشكله الارهاب على الاستقرار العالمي وضرورة توحد المجتمع الدولي لمواجهته. وربط بلير نجاح «الديمقراطية» في العراق وافغانستان مباشرة بدحر الارهاب.

وقال بلير في مقر وكالة «رويترز» للأنباء وسط لندن أمس ان «الصراع ضد الارهاب في مدريد أو لندن أو باريس هو نفس الصراع ضد الاعمال الارهابية التي يقوم بها حزب الله في لبنان أو «الجهاد» في فلسطين أو المجموعات الرافضة في العراق». وتابع «عندما تدعم ايران مثل هذا الارهاب، تصبح ضمن نفس المعركة بنفس الايديولوجية في قلبها». ولم يحدد بلير سياسة مواجهة طهران بالتفصيل الا انه اكد اعتماد سياسة «التدخل»، قائلاً: «سياسة التدخل لا تقر اسلوباً واحداً بل هناك طرق عدة مطروحة».

وكانت ايران الدولة الوحيدة التي ربطها بلير مباشرة في خطابه بالارهاب. وعلى رغم اعترافه بأن «ايران معادية لتنظيم القاعدة ولن تدعم افعاله أبداً»، الا انه اردف قائلاً: «كما نعرف من تاريخنا في النزاعات، عند ضغط المعارك، التحالفات تتغير»، في اشارة الى امكانية تعاون الطرفين من دون التصريح مباشرة بذلك. وأضاف: «الاساس لهذه الايديولوجية نحن العدو»، من دون تحديد الربط بين ايران وتنظيم «القاعدة».

وكان بلير واضحاً بدعمه سياسة «التدخل» لمواجهة الارهاب في «المعركة الازلية بين التقدم والرجعية». ولفت الى ان في زمن العولمة، «أمننا يعتمد على أمن جماعي والا لن يكون هناك أمن». واضاف ان «سياسة عدم العمل ودفع مسؤولية العمل على الولايات المتحدة» هي «سياسة خاطئة اساساً». وكرر بلير أهمية عدم «التخلي» عن العراقيين والأفغان في محاولتهم لدحر الارهاب والعيش بسلام. ولم يذكر رئيس الوزراء البريطاني لفظ «الوقائي» او التطرق الى الضربات العسكرية الوقائية التي عادة ما تتكرر في خطابات الساسة الاميركيين في الحديث عن ضرورة العمل لاستباق التهديدات للمصالح الاميركية. وتحدث بلير عن «سياسة التدخل» و«سياسة الفعل بدلاً من رد الفعل»، من دون ذكر كلمة «وقائي» التي ترددت قبل الحرب في العراق في محاولة واضحة للابتعاد عن ذكرى السياسة الخارجية التي تعرضت للانتقادات داخل المملكة المتحدة وخارجها.