المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات تطالب بنشر 5 آلاف جندي أممي في دارفور

حملت الخرطوم والمتمردين مسؤولية تدهور الأوضاع

TT

اصدرت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات من خلال مكتبها في بروكسل تقريرا حول التطورات الاخيرة المتعلقة باقليم دارفور السوداني المضطرب. واعتمدت المنظمة الدولية التي توجد لها فروع في عدة عواصم في قارات العالم المختلفة «50 دولة» على معلومات من مصادر ذات صلة بالاحداث واجراء بحث ميداني على ارض الواقع حول المستجدات التي تطرأ على القضية المراد توجيه الانظار اليها. ويقدم التقرير في الختام تصورا لكيفية ايجاد مخرج للازمة او حلول للقضية من خلال توصيات الى الاطراف المختلفة، وجاء في التقرير الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه انه بدون دعم سريع للقوات الدولية في الإقليم، ستكلف أزمة دارفور والحرب بالوكالة المتصاعدة بين السودان وتشاد مزيدا من عشرات الآلاف من الأرواح وستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في قطاع واسع من أفريقيا. ويقول جون برندرغاست، كبير مستشاري المجموعة الدولية لأفريقيا «لا يمكن لبعثة الاتحاد الأفريقي مطلقا أن توفر للمدنيين الحماية التي يحتاجونها وأن تمنع هذه الحرب المتصاعدة الآن».

وفي داخل دارفور أصبحت إمكانية وصول الإغاثة الإنسانية في أدنى مستوى لها خلال سنتين، ولا يزال المدنيون يتحملون وطأة العنف، وأصبح وقف إطلاق النار «هشا»، وتقف المحادثات السياسية أمام طريق مسدود، والقتال دائر على أشده ويتعرض المدنيون لأشد الخطر على طول الحدود مع تشاد وممر الطويلة ـ قريضة. وينذر التقرير «في حين أن المتمردين لا يساعدون على احتواء الموقف، تتحمل الحكومة السودانية المسؤولية الأساسية عن تدهور الحالة، فهي لا تزال تستخدم القوة الجوية الهجومية، وتدعم الميليشيا وتذكي العنف فيما بين الجماعات. وتقوم عناصر أمنية سودانية بدعم المتمردين التشاديين المسلحين في غرب دارفور، بينما يهرع الرئيس إدريس دبي في تشاد إلى دعم موقفه بمد يده إلى متمردي دارفور».

ويقول غاريث إفانز، رئيس المجموعة الدولية «ولكن في الوقت الحالي، من أجل إنقاذ دارفور، تتمثل أشد الحاجات إلحاحا في إحضار حوالي 5000 جندي في الميدان والشروع في العمل بأسرع ما يمكن». ويتعين على الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى الاستجابة بسخاء وسرعة لطلبات بعثة الأمم المتحدة أو بعثة الاتحاد الأفريقي لتقديم المساعدة اللوجستية وكذلك للحصول بشكل منتظم على الصور المأخوذة بالأقمار الصناعية والقدرة على التحرك جوا والدعم الجوي الوثيق، خاصة لردع أو صد التحركات المكشوفة للرجال أو الأسلحة الثقيلة في منطقة الحدود. ولا يمكن أن يأتي السلام الدائم لدارفور إلا من خلال استراتيجية ذات ثلاثة أجزاء لتوفير الحماية المادية والتوصل إلى اتفاق سياسي ووضع حد للإفلات من العقاب. واهم توصيات المنظمة هي: إقناع السودان بقبول تحويل بعثة الاتحاد الأفريقي إلى بعثة قوية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة ابتداء من 1 أكتوبر(تشرين الأول) 2006، وإقناع الاتحاد الأفريقي بإقرار ذلك، وإقناع مجلس الأمن بالإذن بإنشاء بعثة تتألف من حوالي 15000 جندي، تشمل أقوى العناصر من بعثة الاتحاد الأفريقي وذات ولاية قوية بموجب الفصل السابع تركز على حماية المدنيين.