فلسطينيون قرروا مغادرة العراق فوجدوا أنفسهم عالقين على الحدود مع الأردن

هربا من أعمال القتل التي يتعرضون لها على أيدي جهات مجهولة تدفعهم للرحيل

TT

تفاقمت ازمة الفلسطينيين في العراق، بعد ان لملموا حاجياتهم واتخذوا قرار مغادرة العراق، بسبب الاوضاع التي يتعرضون لها من قبل جهات مجهولة، تحاول ابعادهم عن البلاد التي عاشوا فيها سنوات طوال، ليجدوا أنفسهم عالقين في المنطقة المحرمة بين الحدود العراقية ـ الاردنية. قالت بان وليد من جمعية المرأة والطفل الفلسطيني لـ«الشرق الاوسط»، ان الجمعية اتصلت بمكتب المفوضية السامية للاجئين في الاردن، التي ابدت عدم قدرتها على توفير الاجواء المناسبة لهم في هذا الوقت بالذات، وقد نقلت رئيسة الجمعية نتائج تلك الاتصالات الى العوائل الفلسطينية، وطالبتهم بالتريث في قرار مغادرة العراق. ورأت بان وليد، ان قرار المغادرة، رغم عدم توفر الوثائق الكافية لديهم، بني على خلفية عمليات القتل للفلسطينيين في العراق، التي تجاوزت اكثر من 40 حالة اغتيال، وقد تجمعت بعض العوائل وقررت السفر الجماعي، اذ غادرت قبل ثلاثة ايام شاحنتان محملتان بالعوائل الفلسطينية، وناشدت الحكومة الاردنية السماح لهم بالدخول الى مخيم الرويشد، خصوصا انهم يحملون وثائق فلسطينية صادرة من العراق ويعيشون الان في العراء، حيث لا توجد عندهم خيم تقيهم الظروف الجوية، اضافة الى عدم توفر الماء والغذاء لديهم.

ويقول الفلسطيني ابو لؤي، ان عمليات المغادرة جرت على خلفية الضغط الكبير، المتمثل بالمداهمات الليلية من قبل عناصر يستقلون سيارات مجهولة وعمليات الخطف، ومن ثم العثور على جثث المختطفين في مجمع الطب العدلي، وقد طالبنا بتأمين الحماية لنا من قبل الحكومة العراقية للوصول الى الحدود السورية، ولم يتحقق ذلك لان الحكومة العراقية لا ترغب بأن تكون طرفا في عملية نزوح الفلسطينيين من العراق، وعلى ضوء تصريحات المسؤولين باعتبار الاعتداء على الفلسطينيين هو اعتداء على العراقيين.

واوضح أبو لؤي ان عوائل فلسطينية خرجت من العراق قبل يومين واصبحت عالقة على الحدود، البعض لديه سمات دخول (هجرة الى كندا)، أما البعض الآخر فيواجهون مشكلة رئيسية، هي انهم يمتلكون وثائق تخولهم الدخول الى الاراضي الفلسطينية فقط، وهنالك عقبة تواجههم، لان الحكومة الاسرائيلية تتحكم بالمعابر الحدودية ولن تسمح لهم بالدخول الى الاراضي الفلسطينية.

واشار بيان صادر عن فريق صنع السلام المسيحي في العراق، ان 88 فلسطينيا، ممن يعيشون في العراق، بينهم اثنان وأربعون طفلا، يخيمون حاليا في العراء على الحدود بين الأردن والعراق، منذ يوم الأحد الماضي، ويطمحون الى الحصول على لجوء في الأردن. واشار البيان ان الفلسطينيين تركوا وراءهم منازلهم وأعمالهم في بغداد لتكون محطتهم الاخيرة المنطقة الحدودية بين العراق والاردن، التي وصلوا اليها مساء السبت، الثامن عشر من الشهر الحالي.

الى ذلك، أكد مصدر أردني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات الأردنية لن تسمح على الإطلاق للفلسطينيين العالقين على الحدود بالعبور. وقال هذا المصدر إن هناك اتصالات بشأن هؤلاء بين الجهات الأردنية المعنية والسلطة الوطنية الفلسطينية وإنه تم الاتفاق على أن مسؤولية هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين، الذي كان آباؤهم وأجدادهم قد هاجروا الى العراق في عام 1948، تقع على عاتق الولايات المتحدة باعتبارها دولة محتلة وأيضاً على عاتف الأمم المتحدة.