استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس في العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية المغربية، احمد قذاف الدم، مبعوث الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الذي سلمه رسالة من الاخير.
ولم يتسرب أي شيء عن فحوى الرسالة الليبية أو عن المحادثات التي اجراها المبعوث الليبي مع الملك محمد السادس، بيد ان مصادر دبلوماسية مغاربية في الرباط توقعت ان تكون مهمة قذاف الدم هي التعبير عن رغبة طرابلس، التي ترأس حاليا اتحاد المغرب العربي، في القيام بوساطة بين الرباط والجزائر في نزاع الصحراء.
وكان المبعوث الليبي، قد زار قبل يومين الجزائر، وسلم رسالة خطية من العقيد القذافي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وحل قذاف الدم، وهو ابن عم العقيد القذافي ومحل ثقته، بالرباط أول من أمس، وحضر الليلة قبل الماضية حفل الاستقبال الذي اقامه سفير تونس في الرباط، صالح البكاري، بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال بلاده. وتكمن اهمية استقبال المبعوث الليبي في العيون، في أنه يحمل دلالة كبرى تتمثل في اعتراف علني لليبيا بمغربية الصحراء، مع العلم بانها كانت أحد الداعمين الأساسيين، الى جانب الجزائر، لجبهة البوليساريو، التي تدعو الى انفصال الصحراء عن المغرب. وخصص سكان العيون استقبالا حاشدا، وصف بـ«التاريخي» للملك محمد السادس، الذي اشرف امس برفقة شقيقه الأمير مولاي رشيد على إعطاء انطلاقة عدد من المشاريع التنموية، لفائدة سكان الأقاليم الجنوبية، همت قطاعي الماء الصالح للشرب، والتطهير السائل. كما ترأس مراسيم التوقيع على اتفاقية تتعلق بتمويل وبناء قناة لنقل المياه من سد الساقية الحمراء.
وعقب انتهاء العاهل المغربي من إعطاء انطلاقة تلك المشاريع، توقف وهو في طريق عودته الى مقر اقامته في العيون، بحي «معطى الله»، الذي عرف قبل عدة اشهر اعمال شغب اشعلت فتيلها عناصر موالية لجبهة البوليساريو. وقام الملك محمد السادس بمصافحة عدد من سكان الحي، وتجاذب اطراف الحديث معهم.