السنيورة: نهيئ لمرحلة جديدة من العلاقات مع أوروبا ولا شروط سياسية لانعقاد مؤتمر «بيروت ـ 1»

التقى السفير الأميركي وقائد الجيش اللبناني بعد عودته من بروكسل

TT

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، لدى عودته الى بيروت من بروكسل حيث التقى وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الـ 25 والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد خافيير سولانا ومفوضة الشؤون الخارجية الاوروبية بيتينا فيريرو فالدنر، ان لقاءاته «تهيئ لمرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي». فيما اكد سولانا ان هذه العلاقات «سوف تأخذ دفعة مهمة جدا في القريب العاجل» واصفا مؤتمر الحوار اللبناني بانه «مبادرة جيدة ندعمها بشكل كامل».

وكان السنيورة عاد الى بيروت فجر امس يرافقه وزير الخارجية فوزي صلوخ ووزير الاقتصاد سامي حداد. وظهرا استقبل في السرايا الحكومية السفير الاميركي جيفري فيلتمان لمدة ساعة، ثم استقبل قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان وعرض معه الاوضاع الأمنية في البلاد.

وفي معلومات وزعتها «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان الرئيس السنيورة واصل مساء اول من امس وبعد اجتماعه بوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي، لقاءاته الجانبية في بروكسل، فاجتمع بمفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي، فالدنر، وبحث معها في الاوضاع في لبنان والخطوات المقبلة على مستوى تنفيذ الشراكة الاوروبية والعلاقات مع لبنان.

وعقب الاجتماع عقد الرئيس السنيورة وفالدنر مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهلته فالدنر بالقول: «لقد رأينا تطورات جيدة في لبنان كمبادرة مؤتمر الحوار الوطني. وهي مبادرة مهمة جدا لانها تتطرق الى مواضيع دقيقة. ونعتقد انها تساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار وخلق جو سياسي يؤدي الى لبنان حر وآمن ومزدهر». واضافت: «ان البرنامج الشامل للاصلاحات الاقتصادية والسياسية هو امر مهم جدا. ونأمل ان تتابع الحكومة هذا المسار. وهاتان الخطوتان، الحوار الوطني والبرنامج الاقتصادي الشامل، هما الطريق الصحيح الى الامام نحو مستقبل افضل. ولذلك ما نقوم به فعلا هو اننا نرافق عمليتكم مع خطة العمل في سياسة الجوار».

وقال الرئيس السنيورة: «في الواقع كانت اجتماعاتي مفيدة وطيبة جدا. ومنها الاجتماع مع السيدة فالدنر. واعتقد ان ذلك يساعد الى حد بعيد في ايجاد المناخات اللازمة التي تمكننا من بناء علاقات طيبة، وخصوصا ان اتفاق الشراكة يبدأ مفعوله بالسريان في اول ابريل ( نيسان) المقبل. كما اننا سنباشر بمباحثات ابتداء من 6 و7 ابريل. وايضا هناك اجتماع سيعقد في 11 منه للبحث في مواضيع لها علاقة بسياسة الجوار التي تربط بين لبنان واوروبا». واضاف: «ان الاجتماعات كانت مفيدة جدا. وانا انظر بكثير من الاطمئنان والاستعداد لبذل كل جهد ممكن لانجاح هذه المباحثات».

وسئل السنيورة عن نزع سلاح «حزب الله» كبند في الحوار الوطني، فاجاب: «انتم تعلمون اننا عبرنا عن موقفنا في هذا الشأن مرات عدة وان حزب الله هو حزب لبناني، وممثل في مجلس النواب، ولعب دورا مهما جدا في الماضي في تحرير ارضنا المحتلة من قبل اسرائيل. وخلال الاسابيع الماضية كانت لدينا مناقشات عديدة لحل الكثير من الامور. وفي الوقت نفسه يبقى هناك موضوعان: الاول على مستوى رئيس البلاد. والثاني يتعلق بوجود سلاح حزب الله. وهذان الموضوعان سيناقشان في جلسة الحوار المقبلة ضمن اطار استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان. ان هذه الامور تسير في الاتجاه الصحيح ونتطلع الى امكانية الوصول الى نتائج. ولا يهم كم يأخذ ذلك من الوقت. ولكن نحن نريد ان نصل الى اتفاق من خلال الحوار. وهذا سيأخذنا في الطريق الصحيح».

واضاف: «ان الحوار الذي اقوم به مع الاتحاد الاوروبي وزيارتي الى الاتحاد لاطلاعه على العراقيل التي تحصل وفي نفس الوقت للتحضير لانعقاد مؤتمر بيروت ـ1، مع الاشارة الى انه ليست هناك اي شروط سياسية لهذا المؤتمر. ما نحاول القيام به هو برنامج اصلاحي يتمتع بمصداقية بالنسبة لنا وبالنسبة للمجتمع الدولي، وعلى اساس ذلك نريد الحصول على دعم الدول الشقيقة والصديقة».

من جهة اخرى، زار السنيورة والوفد المرافق له الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وتم البحث في اخر الخطوات التي توصل اليها الحوار الوطني اللبناني والتحضيرات التي قطعها لبنان في الاعداد لمشروع الاصلاح الاقتصادي تمهيدا لمؤتمر بيروت ـ1.

وعقب الاجتماع عقد السنيورة وسولانا مؤتمرا صحافيا استهله سولانا بالقول: «من دواعي سروري ان التقي الرئيس السنيورة... وقد عقد سلسلة اجتماعات مع وزراء مجلس الاتحاد الاوروبي، اضافة الى اجتماعات ثنائية. اولا بالنسبة الى الحوار الوطني اللبناني فهو مبادرة جيدة جدا يعمل عليها الرئيس السنيورة. ونحن ندعم ذلك بشكل كامل. اما العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ولبنان فهي تسير بشكل جيد. وسوف تأخذ دفعة مهمة جدا في القريب العاجل. اما الموضوع الاقتصادي الذي يعمل عليه الرئيس السنيورة فنحن ندعم ذلك ايضا. ونحاول ان نقدم كل مساعدة في ذلك». من جهته، قال السنيورة: «انتهز هذه المناسبة لأعبر عن شكري الكبير للاخ والصديق السيد سولانا على الاجتماع الذي عقدناه والذي تناولنا فيه نقاطا مهمة تمكنت من ان ابينها له، وكذلك خلال الاجتماعات الثنائية التي عقدتها، وخلال الاجتماع الموسع مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الـ 25. وكانت مناسبة لعرض ما حققناه في لبنان على صعيد الحوار الوطني وعلى صعيد ورقة الاصلاح الاقتصادي والاداري والاجتماعي الذي يعمل عليها لبنان من اجل تحسين مناخ الاستثمار والمستوى الاقتصادي وايجاد فرص عمل وتأمين الاستقرار الاجتماعي. ان هذه الاجتماعات مفيدة جدا وتهيئ لمرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي».