مفتي لبنان وفاعليات يستنكرون «رسالة التهديد» إلى النائب سعد الحريري بواسطة قذائف هاون

TT

اجمعت ردود الفعل في لبنان على اعتبار قذائف الهاون غير المعدة للتفجير التي عثر عليها على مسافة 300 متر في دارة الحريري في منطقة قريطم في بيروت ليل الاثنين ـ الثلاثاء «رسالة سياسية». وقد حملت القذائف، وهي ثلاث من عيار 55 و60 و81، كتابات باللغة العبرية ووجدت داخل كيس اسود يحتوي ايضاً بطاريتين عسكريتين، ملقاة قرب مكب للنفايات.

وقد اجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالاً هاتفياً برئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، مستنكراً محاولة استهدافه بالقذائف. وتمنى له «السلامة الدائمة ومتابعة جهوده في إنجاح الحوار الوطني وخلاص لبنان من أزمته».

وقال المفتي: «لقد باتت مكشوفة جدا الأيدي التي تحاول أن تخرب وفاق الحوار الوطني الذي ينتظر اللبنانيون نتائجه وأيديهم على قلوبهم. فما أن استبشر اللبنانيون بالنتائج التي توصل إليها المتحاورون الأسبوع الماضي، حتى امتدت الأيدي الحاقدة لتضع رسالة التهديد والتخويف في طريق نائب بيروت رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، بهدف قطع الطريق على المساعي الحثيثة التي يقوم بها لإنجاح الحوار». واعتبر النائب محمد قباني (تيار المستقبل) امس ان الرسالة الأمنية التي وجهت الى النائب سعد الحريري «هي محاولة فاشلة لاضعاف مسيرة الحوار الوطني التي يمارس فيها رئيس كتلتنا دورا محوريا ظهر في المراحل السابقة من الحوار. وكلنا ثقة بأن أي محاولة لن تنال من اصرار النائب سعد الحريري وكتلة المستقبل النيابية على تحقيق وفاق وطني اساسه الحقيقة والعدالة في موضوع الجريمة الكبرى التي استهدفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما لن تنال من اصراره على انجاح الحوار بدءا بالتغيير في موقع الرئاسة وصولا الى التوافق على سائر الأمور الاساسية الأخرى».

من جهته، وصف النائب اللبناني السابق غطاس خوري القذائف التي وجدت في منطقة قريطم بأنها «رسالة سياسية بمضمون أمني» آملاً «الا نعود الى لغة الرسائل المتفجرة». وتساءل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن: «هل يعقل ان يظل الأمن عاجزا عن اكتشاف واضعي الرسائل التحذيرية بالقاء قذائف غير معدة للتفجير بهدف ترهيب اقطاب الحوار القائم في المجلس النيابي؟». واعتبر «ان خطورة هذه الرسالة تكمن في النوايا المبيتة لتخريب الحوار القائم. وهي بالطبع تحمل في طياتها تهديدا للأمن اللبناني».

وكان تم العثور منذ اسابيع على قذائف صاروخية غير معدة للتفجير في منطقة مجدليون على الطريق المؤدية الى دارة النائبة بهية الحريري شرق مدينة صيدا. وسبق ذلك العثور على قذائف اخرى غير معدة للتفجير ايضاً في منطقة الشوف اللبناني معقل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

واصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بيانا قال فيه: «مرة جديدة تستهدف قوى الشر المتربصة بلبنان والرافضة الاعتراف باستقلاله وحريته وسيادته عبر توجيه رسائل سياسية أمنية الى قوى 14 آذار من خلال توزيع الصواريخ بدءا بالشوف منذ اشهر مرورا بمجدليون واليوم في قريطم. والهدف واضح ومعروف وهو ترهيب اللبنانيين والايحاء ان ثمن الاستقلال والأمن سيكون مكلفا جدا».

واضاف: «ان الحزب التقدمي الاشتراكي يجدد موقفه باتهام النظام السوري وعملائه في لبنان بالوقوف وراء هذه المحاولات الخبيثة التي لن تؤدي الى التراجع عن الخيارات الوطنية التي لن يقبل الشعب اللبناني بالتخلي عنها مهما تعددت وتنوعت اشكال وأساليب الرسائل السياسية والأمنية. وان الحزب التقدمي الاشتراكي يصرّ على مواجهة هذه المحاولات الرخيصة والفاشلة بمزيد من الوحدة الداخلية والالتفاف حول الثوابت الوطنية التي تم اعلانها في 14 اذار وتثبيتها في 14 شباط».