محمد زهير الصديق شغل الصحافة العربية في باريس بإشاعات عن مؤتمر صحافي لم يعقده رغم تحديد موعده

TT

انشغل الوسط الصحافي العربي في باريس في الساعات الاثنتين والسبعين الأخيرة بنبأ واحد هو المؤتمر الصحافي الذي أعلن بعضهم أن محمد زهير الصديق، الشاهد الرئيسي في قضية اغتيال الحريري، يهيئ لعقده في العاصمة الفرنسية الساعة الخامسة من بعد ظهر أمس في أحد المطاعم اللبنانية.

الخبر انطلق ليل السبت الأحد من أحد المواقع الإلكترونية العربية على الإنترنت تابع لمعارض سوري، ثم تلقفته صحيفة «الديار» اللبنانية ونشرته في طبعتها يوم الأحد. ومنذ الأحد، تكاثرت الاتصالات الهاتفية بين «الزملاء» في باريس: الأول يعلم الثاني عن النبأ ثم يسأله... إن كان على علم به. الصحافيون يسألون الخارجية الفرنسية عن النبأ والمكان والخارجية، بعد ذلك، تسأل بعض الصحافيين «المطلعين» عن صحته.

ومع اقتراب الموعد المحدد، تتزايد «حماسة» الزملاء ويقوى عنصر الإثارة. ثم تنهال الاتصالات الهاتفية مع المطعم ويبدأ الصحافيون بالسؤال عن حقيقة وجود «حجز» باسم الصديق الذي أخرج من السجن الفرنسي قبل أسابيع بعد إقامة دامت شهورا بتهمة إعطاء إفادات كاذبة في قضية اغتيال الحريري ثم «تمييعها».

وكان الصديق قد تحول من شاهد الى متهم. ورغم طلب الاسترداد الذي تقدمت به الحكومة اللبنانية، إلا أن باريس رفضت الاستجابة له بحجة أن الصديق قد يتعرض للحكم بالإعدام في لبنان إذا ما سلم اليه.

المهم أن الصديق خرج من السجن ولم يظهر علنا وقيل إنه يقيم في شقة قريبة من «برج إيفل» وإنه يتمتع بحماية دائمة. لكن الأسرار ما زالت تحيط بكيفية وصول الصديق من بيروت الى باريس مرورا بعواصم عربية ومدن أوروبية.

ومما زاد من الإثارة كشف أحد الصحافيين أنه تلقى رسالة «شخصية» على هاتفه الجوال من محمد زهير الصديق يحدد له موعد ومكان مؤتمره الصحافي. مع ذلك لم يفلح هذا الصحافي في إجراء اتصال بالهاتف الذي جاءت منه الرسالة. وأبلغ صحافيا آخر أنه سيرسل كاميرا تصوير الى قرب المطعم «لعل» الاعجوبة تحصل والمؤتمر ينعقد. ثم جاء خبر آخر يفيد أن الصديق «أجل» مؤتمره الصحافي الى يوم الخميس وأنه «سيختار» مدعويه الى المؤتمر. أما لماذا ألغي أو أجل المؤتمر فالتفسيرات مختلفة، منهم من ربط الإلغاء بـ«ضغوط» من السلطات الفرنسية التي «لا تريد إحراجا إضافيا في قضية الصديق». ومنهم من رأى فيه «اضطرابا» في الرسالة التي كان الصديق سيركز عليها وهي «التراجع عن التراجع» الذي أفضى الى دخوله السجن. وبكلام آخر، كان الصديق سيعود عن نفيه لصحة الشهادات التي أدلى بها للمحقق الدولي ديتليف ميليس وليعيد التأكيد على صحتها بـ«ضغط» من أطراف 14 آذار وتحديدا من أحد الوزراء اللبنانيين وفق ما روجت له «أوساط مطلعة» في باريس. وما بين النفي ونفي النفي، احتار الصحافيون. وإذا كانوا اجتازوا «قطوع» أمس بقليل من الخسائر وكثير من الانتظار والتوتر، فإن استحقاقا آخر ينتظر أعصابهم يوم غدا... هذا إن قرر الصديق أن «يرأف» بهم ويصدق بوعده.