زلزال في منطقة القبائل الجزائرية يخلف 4 قتلى و70 جريحا

TT

بلغت حصيلة زلزال ضرب شمال شرق الجزائر الليلة ما قبل الماضية، اربعة قتلى وأكثر من 70 جريحا، بحسب المسؤولين في الحماية المدنية. وظلت فرق الإنقاذ والمساعدات تتدفق أمس على سكان منطقة خراطة المنكوبة (300 كلم شمال شرق العاصمة)، بينما أعلنت وزارة الداخلية عن خطة استعجالية لإعادة إعمار الأحياء المتضررة.

وأفاد مركز البحوث الفلكية والجيوفيزيائية بالجزائر، في بيان، بأن قوة الهزة بلغت 5.8 درجة على سلم ريختر ووقعت في الثامنة و44 دقيقة بالتوقيت المحلي، وحدد مركزها في قرية لعلام بمنطقة خراطة ولاية بجاية. وأوضحت سلطات الحماية المدنية في بيان، أن عدد القتلى، الذي سجل حتى منتصف نهار أمس، كان أربعة، بينما تمثلت الخسائر المادية في انهيار 60 منزلاً. وتم نقل الجرحى إلى مستشفى بجاية، حيث تلقوا الإسعافات وعادوا إلى منازلهم، ما عدا جريحا واحدا أبقى عليه الأطباء لإخضاعه لعملية جراحية، بحسب وزير الجماعات المحلية دخو ولد قابلية، الذي زار المرضى.

وأوضحت مصادر من المنطقة المتضررة، أن ولايات عديدة في الشرق شعرت بقوة الهزة، وأن سكانها خرجوا إلى الشوارع خوفا من الهزات الارتدادية، خاصة في سطيف وبرج بوعريريج وميلة وجيجل. وسارعت الحكومة، بعد الهزة، إلى إرسال فرق النجدة من المناطق المذكورة، إلى القرية المنكوبة، حيث دخلت وسط ركام البيوت المحطمة مستعينة بالكلاب بحثا عن الجثث. وأوضح بيان من مركز البحوث الجيوفيزيائية، أن الزلزال أعقبته هزات ارتدادية أقواها بلغت درجتها 4.8.

وقد أمضى المئات من سكان خراطة الليلة قبل الماضية في خيم نصبتها السلطات المحلية، فيما وعد الوزير ولد قابلية بإسكان المنكوبين في أقرب الآجال. ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة أحمد أويحيى امس، أن الوضع في المناطق المنكوبة «بات تحت السيطرة»، مضيفا أن الدولة جندت كل الوسائل لمواجهة الوضع. وأصيب سكان المناطق الذين شعروا بالهزة بهلع كبير، كما تفاجأ الكثير منهم، لأن منطقتهم قليلة النشاط الزلزالي، قياسا بمناطق أخرى، مثل بومرداس والعاصمة الجزائر وتيبازة والشلف وعين تيموشنت وغيرها من المناطق، خاصة في غرب البلاد.

وذكر مسؤولون من معهد المهندسين المعماريين بالعاصمة لـ«الشرق الأوسط»، أن حصيلة القتلى والجرحى والخسائر المادية، كان يمكن أن تكون أثقل، لو لم تكن البيوت التي تحطمت مبنية بالطوب. وتقع منطقة خراطة في القبائل الصغرى، وسكانها من أصول عربية محاطون بسكان يتحدرون من أصول أمازيغية. وظلت بمنأى عن المواجهات التي عاشتها منطقة القبائل عام 2002، على خلفية مقتل شاب على يد دركي.

وكان آخر زلزال عرفته الجزائر، ضرب بومرداس (45 كلم شرق)، والعاصمة في 23 مايو (أيار) 2003، مخلفا أكثر من ألفي قتيل وآلاف الجرحى ودمارا كبيرا ما تزال آثاره ظاهرة.