بدائل بدائية لمواجهة شحة المحروقات في الموصل

«التنور» يعود وجمع الحطب بات مشهدا مألوفا

TT

لم يمنعه منصبه كأستاذ يدرس في جامعة الموصل، بأن يجلب «التنور» ويقوم بجمع ما تبقى من شجرة يابسة في حديقة منزله لغرض صنع الخبز في البيت، هذا ما فعله الأستاذ (.....) في جامعة الموصل الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب مكانته العلمية والاجتماعية.

حال الأستاذ الجامعي هو حال معظم سكان مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى شمال العراق، والتي تمر بأزمة حالكة من المحروقات منذ أسابيع مع تضاعف أسعارها بشكل كبير جدا لا يتناسب مع مدخولات المواطن وفرص العمل القليلة، فعاد السكان الى استعمال مواد تركت منذ القرن الماضي.

الغاز السائل والنفط الأبيض والبنزين تلك هي المحروقات التي يعتمد عليها الموصليون كبقية العراقيين، أصبحت شيئا نادرا في محطات التوزيع، ومر نحو أسبوع انعدمت اسطوانات الغاز السائل تماما من الموصل، وبعد أن كان السعر الرسمي 1000 دينار( الدولار=1500 دينار) تجاوز سعر الاسطوانة الواحدة أربعين ألف دينار إن وجدت حتى في السوق السوداء، وانخفض سعرها في الأيام القلائل الماضية الى 15000 دينار، وبعد أن كانت حصة العائلة اسطوانتين كل أسبوعين بحسب كوبونات مخصصه لهذا الغرض، أصحبت اسطوانة واحدة ويتم الحصول عليها عن طريق العلاقات مع البائع المتجول أو صاحب محطة التوزيع.

الخبز هو الآخر ارتفع سعره. وتقول الحاجة أم سمير «بعد أن كنا نأتي بالخبز من الفرن عدنا مرة أخرى للتنور والصاج (قطعة معدنية دائرية الشكل توضع على النار وتوضع عليها عجينة الخبز) وليس أي تنور، انه تنور الطين الذي يعمل بحرق الحطب لأن بعض المخابز أغلق أبوابه والآخر رفع سعر الصمونة أو الخبز وعدم توفر الغازالمنزلي للخبز». وأصبح منظر المواطن مع أبنائه أو نساء يقومون بجمع الحطب وتكسير بقايا الأشجار اليابسة في الساحات العامة وفي منطقة الغابات السياحية وبعد ذلك رزمها واصطحابها إلى المنزل لغرض الطبخ، منظرا مألوفا في الموصل التي تعد من المدن المتقدمة عمرانيا ومدنيا وثقافيا في العراق.

أسعار المأكولات في المطاعم هي الأخرى تأثرت بأزمة الوقود، فما بين ارتفاع سعر الخبز مرورا بارتفاع أسعار غاز الطبخ إلى أسعار النقل، أزمة الوقود يشبه حالها كمن ألقى بحصاة في بركة ماء فتتولد موجات على شكل دوائر كلما ابتعدت كبرت. الموصليون فقدوا الثقة في تصريحات المسؤولين مهما كانت مناصبهم، لأن الأزمات في السابق كانت وقتية، إلا ان الازمة الحالية سيمر عليها عام ومع تصريحات المسؤولين تكبر وتتوسع وخاصة خلال الاسابيع الاخيرة، حيث تراوح سعر عبوة البنزين (20 لترا) ما بين (15 – 20) ألف دينار، مقابل ذلك تقل حصة البنزين التي يتسلمها أصحاب السيارات عن طريق الكوبونات، فبعد ان كانت 40 لترا اسبوعيا اصبحت 25 لترا يضطر السائقون لتسلمها الى الوقوف لساعات طوال او ربما ايام للحصول عليها.