مسلحون يشنون هجوما كاسحا في المقدادية ويقتلون 18 شرطيا ويطلقون 32 سجينا من عناصرهم

أطباء وموظفو مستشفى اليرموك ببغداد يضربون عن العمل احتجاجا على تصرفات المغاوير

TT

قتل 18 شرطيا عراقيا واصيب 13 آخرون، كما قتل 10 مسلحين واعتقل 16 اخرون منهم، خلال هجوم واسع النطاق شنه مسلحون فجر امس على مركز شرطة ومحكمة في بلدة المقدادية، شمال شرق بغداد، واطلقوا خلاله سراح «32 سجينا ارهابيا»، فيما اعلن الاطباء والموظفون في واحد من اهم مستشفيات بغداد الاضراب عن العمل، متهمين قوات المغاوير الحكومية بسوء معاملتهم.

وقال مصدر أمني في المقدادية، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «18 من رجال الأمن قتلوا، واصيب 13 اخرون بجروح، كما قتل 10 (من المهاجمين) واعتقلت الشرطة 16 اصيبوا خلال هجوم واسع النطاق فجر اليوم (امس)، استهدف مبنى مديرية الشرطة وقائممقامية المقدادية (105 كلم شمال شرق بغداد)».

واكد ان المسلحين تمكنوا من اطلاق 32 سجينا متهمين بالارهاب، من اصل حوالى 250 موقوفا في قضايا تتعلق بجنح مختلفة، مثل قضايا سرقة وقتل وارتكاب جرائم ارهابية. واوضح المصدر ان «مسلحين يستقلون حوالى ست آليات، منها حافلات ركاب صغيرة هاجموا شارعا يضم مركزا للشرطة ومقرا للمحكمة ومبنى القائممقامية بالاسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ». واشار الى ان الاشتباكات استمرت مدة ساعة تقريبا. وتابع ان الشرطة فقدت 17 من عناصرها، في حين قتل احد مغاوير وزارة الداخلية في انفجار عبوة ناسفة، بينما كانت التعزيزات في طريقها الى مكان الحادث.

وقد عثر على جثتين في مبنى المحكمة الذي تعرض حراسه لهجوم. وقال مسؤول طبي ان أحد القتيلين كان مدنيا. من جهته، قال مصدر في الشرطة ان «الهجوم اسفر عن اصابة مبنى الشرطة باضرار بالغة واحتراق عشرين من عربات الشرطة المتوقفة قرب المقر». وتابع ان مروحيات اميركية حلقت فوق المقدادية وقامت بقصف عدة مواقع في منطقة للبساتين في ضواحي المدينة، يعتقد ان المسلحين انسحبوا باتجاهها.

وبدوره، اكد الجيش الاميركي هذه المعلومات، مشيرا الى احتراق عدد من العربات امام المبنى، الذي اصيب باضرار جراء العملية. كذلك اوضح ان التعزيزات وقعت في كمين. واكد قائممقام قضاء المقدادية عليوي فرحان الدليمي، للوكالة الفرنسية، مقتل عشرة من المسلحين وجرح 16 اخرين تم اعتقالهم جميعا. موضحا ان عدد المهاجمين كان لا يقل عن 200 مسلح. واضاف ان هؤلاء المسلحين تصرفوا بخطة محكمة، حيث قطعوا الطريق الشرقي لموقع الحادث بتفجير سيارة مفخخة منعت الجيش العراقي والقوات الاميركية من التقدم، كما قطعوا الطريق الجنوبي بزرع عبوات ناسفة تفجرت لدى مرور قوات الأمن التي توجهت لتقديم الدعم لرفاقهم.

واشار الى ان المسلحين استخدموا انواعا متعددة من الاسلحة، بينها قنابل يدوية وقاذفات صاروخية مضادة للدروع وغيرها، مستغلين ارتفاع المباني المحيطة بمركز الشرطة للسيطرة عليه. واوضح ان المسلحين قاموا باطلاق سراح 32 سجينا واحرقوا كذلك مقر الشرطة من الداخل والسيارات التي كانت موجودة هناك. كما اوضح الدليمي، ان المسلحين قاموا كذلك بحرق حوالي خمس غرف من مبنى المحكمة.

وتقع المقدادية في محافظة ديالى، التي تعتبر نموذجا مصغرا للعراق، من حيث تعدد الديانات والاثنيات.

يذكر ان مسلحين هاجموا في ديسمبر (كانون الاول) الماضي احد مستشفيات كركوك لاطلاق سراح رفيق لهم كان ضمن خلية هددت بقتل احد القضاة في المحكمة التي تحاكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وادى الهجوم حينها الى مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة.

من جهة ثانية، افاد مصدر في الشرطة العراقية لـ«الشرق الأوسط» امس، بالعثور في مستودع بالقرب من بغداد على 15 جثة لاشخاص مجهولي الهوية، بينهم فتاة في الثالثة عشرة من العمر. واوضح المصدر ان ما يزيد عن الف شخص من العراقيين قتلوا منذ حادث تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء في الثاني والعشرين من الشهر الماضي. من جهته اعلن الجيش الاميركي اعتقال 46 مشتبها في قيامهم بعمليات مسلحة، وذلك خلال اعمال دهم وتفتيش نفذها بالاشتراك مع قوات من الجيش العراقي في كركوك شمال بغداد. وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي المشترك للقوات المتعددة الجنسيات في العراق ان قوات قامت بمطاردة مسلحين حاولوا القيام بزرع عبوة ناسفة في كركوك، مما ادى الى اكتشاف مخابئ للاسلحة والقاء القبض على 21 شخصا، فيما القي القبض على الاخرين في عمليات متفرقة.

على صعيد ذي صلة، اعلن مصدر في مستشفى اليرموك ببغداد امس ان اطباء وموظفي المستشفى، احد اكبر المؤسسات الطبية في العاصمة العراقية، باشروا اول من امس اضرابا جزئيا عن العمل اثر تعرض بعضهم للضرب من قبل «قوات أمنية».

وقال المصدر، الذي قالت وكالة الصحافة الفرنسية، انه طلب عدم الكشف عن اسمه، «ان 70% من اطباء وموظفي المستشفى غادروه اول من امس، بعد ان تعرض رئيس الاطباء المقيمين الى الضرب من قبل قوات المغاوير، بعد مشادة كلامية بينه وبين احد الضباط».

واوضح ان المشادة الكلامية حصلت بعد قيام عنصر من المغاوير بضرب موظف في المستشفى، الامر الذي اعترض عليه رئيس الاطباء المناوبين. وتابع ان عناصر المغاوير قامت بعد ذلك بضرب رئيس الاطباء المناوبين. واكد المصدر ان المستشفى لم يستقبل اي حالة اليوم (امس) حتى الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، عندما وصل وفد مؤلف من وكيل وزير الصحة وقائد وحدة المغاوير وضباط من الجيش العراقي والاميركي الذين تسلموا مطالب الاطباء للعودة الى العمل.

واوضح ان المطالب تتمثل بـ«تشكيل مفرزة من قوات المغاوير والجيش العراقي برتب عالية داخل المستشفى لمنع التجاوزات، وعدم ادخال سيارات الجيش والمغاوير لدى نقل الجرحى». ودعا الاطباء المسؤولين الى الاستجابة للمطالب خلال 48 ساعة، والا فان اضرابا عاما سينفذه العاملون في المستشفى.

يذكر انه سبق للاطباء في المستشفى المذكور ان نفذوا اضرابا اكثر من مرة احتجاجا على سوء المعاملة.