الحديثي: لم أقدم معلومات لـ«سي آي إيه» .. وسأقاضي الشبكة الأميركية

كشف عن سعي «إم سي إن بي سي» بشكل «يغلب عليه الابتزاز» لمقابلته قبل أسابيع

TT

نفى ناجي صبري الحديثي، آخر وزير خارجية في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، بشدة أمس ما اوردته قناة تلفزيونية اميركية من مزاعم عن تقديمه معلومات عن اسلحة الدمار الشامل العراقية الى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه).

ووصف الحديثي المزاعم التي جاءت في تقرير لقناة «ام سي ان بي سي» اول من امس عن لقائه مندوبين عن «سي آي ايه» في نيويورك قبل اشهر من الحرب على العراق في مارس (آذار) 2003 وتزويده اياهم بمعلومات حول برنامج اسلحة الدمار الشامل بانها «قصة غريبة ملفقة». واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، وهو اول تصريح له منذ الغزو، ان هذه المعلومات «باطلة وكاذبة جملة وتفصيلا وعارية عن الصحة تماما ولا اساس لها على الاطلاق».

وكانت القناة التلفزيونية الأميركية قد نقلت عن مسؤولين اميركيين زعمهم ان الاستخبارات الفرنسية رتبت لقاء بين مندوبي «سي آي ايه» والحديثي، الذي يعتقد انه موجود حاليا في قطر. وزعم المسؤولون ايضا ان الحديثي «تلقى أكثر من 100 الف دولار اميركي مقابل المعلومات حول قدرات صدام حسين» وان المعلومات التي قدمها الحديثي كانت اكثر دقة بكثير من المعلومات التي ادلى بها في الامم المتحدة واقرب الى الحقيقة من تقديرات «سي اي ايه».

واوضح الحديثي انه «بعد اكاذيب اسلحة الدمار الشامل التي لا وجود لها والصلة المزعومة مع القاعدة، يبدو ان هذه كذبة اخرى في ذات السياق لتوفير ذريعة مزيفة اخرى للاستمرار في تبرير جريمة العصر، جريمة غزو العراق واحتلاله وتفكيك دولته الوطنية، والسعي المحموم لاغراق شعبه الرافض والمقاوم للاحتلال في بحور من الفوضى والدماء والتردي الى عصر ما قبل الدولة».

واضاف الحديثي «ان الشبكة المذكورة كانت احدى وسائل الاعلام الاميركية الكبرى التي روجت الاكاذيب والتلفيقات التي ساقتها الادارة الاميركية لخداع الشعب الاميركي والعالم بهدف تسويق مشروعها الاستعماري لغزو العراق واحتلاله».

واعتبر الحديثي ما نشرته الشبكة «محاولة بائسة اخرى لتشويه صورة القيادات الوطنية العراقية التي وقفت وجاهدت بشرف وكفاءة وشجاعة وتفان ضد المشروع الاستعماري الانجلو ـ اميركي الصهيوني لغزو العراق واحتلاله (بعد محاصرته 13 عاما)». وقال ان ذلك جاء «بعد ان عجز أصحاب هذا المشروع منذ عدة سنوات عن استمالة أي مسؤول مدني او عسكري في الحكم الوطني، كبيرا كان ام صغيرا، لخيانة وطنه والاصطفاف معهم، أي مع أعداء العراق».

واضاف الحديثي «يبدو ان هذه الاجهزة عادت الى استخدام اللعبة القديمة الجديدة التي غالبا ما اعتمدتها الأجهزة الاستعمارية في تشويه صورة كل القيادات الوطنية التي تناهض وتتحدى مشاريعها العدوانية». وقال «سبق لهذه الشبكة ان طلبت مني قبل بضعة اسابيع، على نحو يغلب عليه طابع الابتزاز، اجراء مقابلة تلفزيونية معها فاعتذرت ورفضت استقبال مندوبها».

وتحدى الحديثي الشبكة و«من زرع هذه الفرية التافهة فيها ان يقدما دليلا واحدا على صحة هذه القصة الملفقة» مشيرا الى انه بدأ الاستشارات القانونية مع محامين مختصين «لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمقاضاة الشبكة على محاولتها البائسة الرخيصة للنيل من سمعتي».

ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق امس على ما اوردته الشبكة التلفزيونية الاميركية وقال المتحدث باسم الوكالة «ليس لدينا اي تعليق».