تلميذة بريطانية مسلمة تخسر «معركة الجلباب»

بعد أن كانت زوجة بلير كسبت لها الاستئناف

TT

خسرت التلميذة البريطانية المسلمة، شبينة بيغوم، حقاً كانت قد انتزعته بمساعدة المحامية شيري بوث، زوجة رئيس الوزراء توني بلير، ويقضي بارتدائها الجلباب الآسيوي بدلاً من الزي المدرسي الموحد. فقد طعنت المدرسة أمس بالحكم أمام مجلس اللوردات الذي قرر أن المدرسة كانت على حق في منع شبينة من القدوم الى الدوام بثيابها التقليدية الآسيوية. وكانت محكمة الاستئناف قد حكمت في 2005 بأن مدرسة «دينبي» الثانوية ببلدة لوتون شمال لندن قد صادرت حق شبينة بالتعبير عن دينها الإسلامي عن طريق ثيابها. بيد أن قضاة مجلس اللوردات توصلوا أمس الى قرار بالإجماع مفاده أن محكمة الاستئناف لم تصدر الحكم الصائب، وقالوا إن المدرسة «قد قاست بشكل كبير كي تضع سياسة تتعلق بالزي الموحد الذي يحترم المعتقدات الإسلامية». وأضافوا عن هذه السياسة «كانت غير إقصائية وغير مهددة» لأحد. وتابعوا أن «القواعد وضعت بوضوح بحيث تكون أبعد ما يمكن عن قواعد الزي الموحد الاعتباطية». وزادوا «وبدا أن هذه القواعد كانت مقبولة لدى غالبية الرأي العام المسلم». وأوضحوا أن منعها من القدوم الى الدوام المدرسي بالجلباب لم يشتمل على مصادرة حقوقها المشروعة.

وكانت القضية قد بدأت عام 2002 حين كانت شبينة لا تزال في الثانية عشرة من عمرها. وبعدما خسرت القضية في محكمة البداية الأولى عام 2004، عادت وربحتها في عام 2005 بمساعدة زوجة بلير التي دافعت عنها أمام محكمة الاستئناف. وفي أعقاب صدور حكم قضاة مجلس اللوردات، أعربت شبينة عن الأسف لخسارتها القضية التي شغلتها منذ قرابة خمس سنوات، وقالت «أنا بوضوح آسفة وقد أحزنني (الحكم) وخيب أملي، ولكنني سعيدة تماماً لأن القضية انتهت وصار بوسعي أن أمضي الى الأمام الآن». وأضاف «كان علي أن أقف موقفاً مثل هذا، إذ لن تجد الكثيرات الشجاعة اللازمة للإفصاح علناً عما يرغبن به». وزادت «أنا لا أزال عاجزة عن فهم سبب قولهم لي إن علي ان اذهب الى البيت، مع أن كل ما كنت أفعله هو ممارسة شعائري الدينية». ولم يتضح ما إذا كانت الفتاة أو أنصارها في منظمة بريطانية معنية بحماية حقوق الطفل، سيرفعون القضية الى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية. أما المدرسة التي تبلغ نسبة طلابها وطلابها المسلمين 79%، فقد أكدت مراراً أنها توصلت الى سياسة الزي الموحد بعد استشارات واسعة قامت بها مع عائلات التلاميذ ومنظمات إسلامية معروفة علاوة على وزارة التربية. وأوضح مراقبون أن «الاحتجاج» على الزي الموحد والإصرار على ارتداء الجلباب قد أتيا من شبينة وحدها.