اندلعت اشتباكات عنيفة بشمال العاصمة الصومالية مقديشو أمس بين مليشيات قبلية تابعة لـ«التحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب» الذي يضم مجموعة من زعماء الحرب الذين أصبحوا أعضاء في الحكومة الانتقالية، وبين مليشيات تابعة لـ«المحاكم الإسلامية» التي يهيمن عليها الإسلاميون المتشددون الذين نمت قوتهم اخيراً ويحاولون السيطرة على العاصمة. وصحا سكان العاصمة صباحاً على دوي المدافع الثقيلة التي تتبادلها مليشيات الطرفين في منطقة جلجلاتو، احدى ضواحي العاصمة الشمالية، التي شهدت اشتباكات مماثلة مطلع السنة بين الميليشات نفسها.
وقتل في اشتباكات أمس نحو 20 شخصا واصيب أكثر من 50 آخرين معظمهم من المليشيات المتقاتلة، فيما اتسعت رقعة المواجهات بين الطرفين الى مناطق أخرى من شمال العاصمة. وأفادت مصادر أخرى بأن حجم الخسائر البشرية بين الطرفين يفوق هذا العدد بكثير.
وشوهد مئات من السكان المحليين وهم يهربون من مناطق القتال خوفا من وقوعهم بين نيران المتقاتلين في الوقت الذي وصلت الى المنطقة تعزيزات من مليشيات الطرفين. كما شلت الاشتباكات حركة السيارات في بعض من الطرق الرئيسية في العاصمة نتيجة سقوط قذائف عشوائية على أماكن متفرقة منها. وتوقف عن العمل ميناء عيل معان (30 كم الى الشمال من العاصمة) الذي يديره أبوكر عمر عدان، احد رجال الأعمال الذين يعممون المحاكم الإسلامية، وذلك بسبب انقطاع الطريق الذي يربط الميناء بالعاصمة حيث تتمركز مليشيات بشير راجي من «تحالف مكافحة الإرهاب» في منطقة متوسطة بين ميناء عيل معان ومقديشو.
وقد تفجر الصراع بين الإسلاميين المسلحين من جماعة المحاكم الإسلامية وزعماء الحرب في العاصمة إثر الإعلان عن تشكيل ما سمي بـ«التحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب» الذي يضم زعماء حرب أعضاء في الحكومة الصومالية الانتقالية إضافة الى زعماء مليشيات آخرين في 18 من الشهر الماضي حيث اتهمت جماعة المحاكم الإسلامية هذا التحالف بأنه يتلقى تمويلا من جهات أجنبية للوقوف ضد المد الإسلامي في العاصمة وتسليم عناصر إسلامية الى اجهزة استخبارت غربية في إطار حملات مكافحة الإرهاب في منطقة القرن الإفريقي فيما اتهم قادة تحالف مكافحة الإرهاب جماعة المحاكم الإسلامية بأنهم يؤون عناصر من تنظيم «القاعدة» مطلوبة دوليا في المناطق التي تسيطر عليها، الأمر الذي تنفيه جماعة المحاكم الإسلامية بشدة.