حماس تغيب عن قمة الخرطوم

TT

القاهرة ـ أ.ف.ب: كشف دبلوماسيون عرب ان حركة حماس ستغيب عن القمة العربية في الخرطوم وتفقد بذلك فرصة الحصول على «الشرعية العربية»، ولكنها ستعفى في الوقت ذاته من تقديم تنازلات ليست مستعدة لها بعد. وقال مسؤول فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، امس ان «حماس لن تشارك في الوفد الفلسطيني الى القمة الذي تم تشكيله بالفعل».

واضاف ان «الوفد سيضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ووزير الخارجية ناصر القدوة ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي».

وقال دبلوماسي عربي في القاهرة ان «حماس كانت تأمل في المشاركة في قمة الخرطوم للحصول على الشرعية العربية غير انه لا ابو مازن ولا حركة فتح كانا راغبين في ذلك، ولا الحكومات العربية التي يتعرض معظمها لضغوط اميركية من اجل عدم اتاحة هذه الفرصة للحركة».

ورغم ذلك، فان غياب حماس عن القمة قد يكون مفيدا لها، اذ لن تضطر الي تبني المواقف التي يعتمدها القادة العرب بشأن السلام مع اسرائيل منذ عشر سنوات. وينتظر ان تعتمد قمة الخرطوم مشروع قرار يعيد تأكيد ان «السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب»، وهو الموقف الذي يتبناه القادة العرب منذ قمة القاهرة عام 1996. ويدعو مشروع القرار المطروح على القادة العرب كذلك الى «اعتماد مبادرة السلام العربية التي تقدم بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد كأساس للسلام العادل والشامل في الشرق الاوسط الى جانب خريطة الطريق»، والى السعي من اجل «استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني مبادرة السلام العربية باعتبارها وثيقة الصلة بخريطة الطريق».

وترفض حماس بشكل قاطع خريطة الطريق التي اقرتها اللجنة الرباعية الدولية عام 2002 والتي تقضي باقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل وبتفكيك البنى التحتية للمجموعات الفلسطينية المسلحة. وتنص مبادرة السلام العربية التي اقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 على انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين اسرائيل وكل اعضاء الجامعة العربية. ولمحت حماس الى انها قد تقبل بمبادرة السلام العربية التي تنطوي على اعتراف ضمني مشروط بحق اسرائيل في الوجود، غير انها لم تعلن موقفا رسميا صريحا بهذا الصدد.

وقال دبلوماسي عربي، طلب عدم ذكر اسمه، «لن يكون في صالح حماس حضور قمة الخرطوم حيث ستضطر لتقديم تنازلات ليست مستعدة لها بعد». واكد دبلوماسي آخر انه «لا داعي لحشر حماس في هذه القمة، والأفضل ان يتم منحها مزيدا من الوقت لاعداد برنامجها السياسي التفصيلي».

غير انه ينتظر ان يعلن القادة العرب دعمهم لحماس في مواجهة الشروط الثلاثة التي وضعتها اسرائيل للتعامل واستمرار تدفق الدعم المالي للحكومة الفلسطينية، وهي الاعتراف بالدولة العبرية والتخلي عن العنف والالتزام بكل الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل.

وينص مشروع القرار الذي ينتظر ان يعتمده القادة العرب على «دعوة المجتمع الدولي ولا سيما اللجنة الرباعية الدولية الى احترام ارادة الشعب الفلسطيني وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، بما في ذلك حريته في اختيار قيادته بشكل ديمقراطي وتجنب اصدار احكام مسبقة وفرض شروط مجحفة للتعامل مع قيادته المنتخبة».

وكان الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، قد اكد في 4 مارس (اذار) الجاري ان التزام حكومة حماس بمبادرة السلام العربية «كاف لاستئناف عملية السلام للتوصل الى تسوية على اساس دولتين» فلسطينية واسرائيلية. واعتبر ان في ذلك تلبية لمطالب المجتمع الدولي، مشددا على ان «اي شروط أخرى يجب ان تكون شروطا على الجانبين (الفلسطيني والاسرائيلي) فمن الصعب فرض شروط على طرف دون الطرف الآخر».