اليمين الإسرائيلي يحاول إقامة «جسم مانع» لسد الطريق أمام تشكيل حكومة برئاسة أولمرت

استطلاع رأي جديد يشير لانخفاض جديد في شعبية «كديما» و«العمل» و «الليكود»

TT

في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي الى هبوط آخر في قوة حزب «كديما» (الى الامام) الحاكم في اسرائيل، تحاول أوساط في أحزاب اليمين واليمين المتطرف إقامة «جسم مانع»، من أكبر عدد من الأحزاب التي تلتزم بمنع رئيس الحكومة بالوكالة، ايهود اولمرت، من تشكيل الحكومة المقبلة. ويسعى هؤلاء الى جمع عدد من الأحزاب يكون عدد نوابها 61 عضو كنيست، تتعهد لجمهور الناخبين قبل الانتخابات (التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل)، بأن لا تشارك في ائتلاف حكومي برئاسة أولمرت.

وجاءت هذه الخطوة للتأثير على المترددين الذين لم يحسموا رأيهم بعد في التصويت لأي من الأحزاب المتنافسة، باعتبار أن العديد من هؤلاء يختارون في اللحظة الأخيرة التصويت للحزب القوي، الذي يرون فيه أملا في الفوز. فحسب احد استطلاعات الرأي لا يزال 20% من الناخبين لم يحسموا امرهم بعد، وقسم كبير منهم يهود روس، اعتادوا على التصويت للحزب الحاكم. فإذا شعروا بأن امكانيات أولمرت لتشكيل الحكومة المقبلة هي احتمالات ضئيلة، يمكن أن يغيروا موقفهم لصالح حزب قوي آخر.

وبادر الى هذه الخطوة رئيس قائمة التحالف اليميني المتطرف الاتحاد القومي (مفدال)، بيني ألون، فاتصل مع حزب الليكود (الذي تتوقع له الاستطلاعات الحصول على 14 مقعدا) وحزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين (يتوقع حصوله على 11 مقعدا) و«اسرائيل بيتنا»(9 – 10 مقاعد) و«يهدوت هتوراه» لليهود الاشكناز المتدينين (6 مقاعد). ويأمل هؤلاء أن ينخفض التأييد لحزب «كديما» في الأيام الخمسة المتبقية ليوم الانتخابات بأربعة الى خمسة مقاعد أخرى لصالح أحزاب اليمين، لكي يصبح هدفهم في اقامة هذا الجسم المانع هدفا واقعيا. ورد حزب «كديما» على هذه المحاولة بالقول، انها محاولة يائسة وستلقى الفشل الذريع. فيما سارع حزبا «شاس» و«اسرائيل بيتنا»، الى نفي اشتراكهما في ائتلاف كهذا. وقال ناطقان بلسانهما إن حزبيهما مستعدان للدخول في أية حكومة تعرض عليهما اقتراحات مناسبة للشراكة الفعلية. بينما اعتبر حزب العمل هذه المحاولة لعبة سياسية يعتبر «كديما» شريكا فيها بهدف ابعاد الناخبين المترددين عن أحزاب اليسار.

وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية قد نشرت، أمس، نتائج استطلاع رأي أجرته بالاشتراك مع القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي التجاري، دلت على هبوط حزب «كديما» مقعدا اضافيا من 37 الى 36 مقعدا وعلى هبوط أكبر لحزب العمل (من 20 الى 17 مقعدا) وحزب الليكود من 16 الى 14 مقعدا. والأحزاب المستفيدة من هذا الهبوط هي: حزب المتقاعدين، وهو الذي يحاول الوصول الى الكنيست منذ عشرين سنة لكنه لم يفلح، ويشير الاستطلاع المذكور الى احتمال كبير له هذه المرة، وحزب «شاس»، الذي سيرتفع حسب الاستطلاع من 10 الى 11 مقعدا وحزب الاتحاد اليميني المتطرف الذي سيحصل على زيادة عضو واحد (من 8 الى 9 مقاعد). كما يشير هذا الاستطلاع الى احتمال ارتفاع عدد النواب العرب من الأحزاب الوطنية في هذه الانتخابات من 8 الى 10، موزعة على النحو التالي:

حزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة النائب عزمي بشارة، وله اليوم 3 مقاعد، توقعت الاستطلاعات في بداية المعركة الانتخابية ان يهبط الى مقعدين، وعاد أمس ليشير الى احتمال ارتفاعه الى 4 مقاعد.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة النائب محمد بركة، وله اليوم 3 نواب، أحدهم هو النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، الذي انتقل للتحالف مع القائمة العربية الموحدة. وكانت استطلاعات الرأي قد منحت الجبهة وحدها 3 نواب في بداية المعركة الانتخابية وما زالت عند رأيها، إلا ان المرشح الثالث في هذه القائمة هو محام يهودي من قادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي (راكاح) الذي يعتبر العمود الفقري لهذه الجبهة. القائمة العربية الموحدة ـ العربية للتغيير، وكانت استطلاعات الرأي قد منحت هذا التحالف 4 – 5 مقاعد في البداية، إلا انها تعطيها اليوم 3 مقاعد. واهتم الاستطلاع بمعرفة مدى اقبال الناخبين على ممارسة حق التصويت فتبين له ان نسبة التصويت ستكون هذه المرة منخفضة عن نسبة الانتخابات الماضية (من 70% في سنة 2002 الى 65 %). وحاول معرفة اسباب هذا الاحجام عن التصويت فتبين ان الجمهور ينظر بسلبية الى القوائم المتنافسة والى المرشحين. فقد وجه معهد الاستطلاع السؤال التالي: هل تنظر بإيجابية أم بسلبية الى الأحزاب التي تخوض المعركة الانتخابية الحالية ورؤسائها؟ فجاءت الردود على النحو التالي:

حزب «كديما»:37 % ينظرون اليه بسلبية مقابل 26% ينظرون اليه بايجابية. وأما رئيسه أولمرت، فقد قال 39% انهم ينظرون اليه بسلبية و26% ينظرون اليه بايجابية. وحال هذا الحزب أفضل بكثير من غيره.

حزب العمل: 44% ينظرون اليه بسلبية مقابل 23% ينظرون بايجابية، ورئيسه عمير بيرتس، حظي بالنتيجة 43% سلبية و23% ايجابية.

حزب الليكود: 50% سلبية مقابل 20% ايجابية، ورئيسه بنيامين نتنياهو 50% سلبية و22% ايجابية.