الدليمي لـ«الشرق الأوسط»: تصريحات الحكيم غير مقبولة بالنسبة لنا

مصدر في الائتلاف يرى عدم ضرورة فيدرالية الوسط والجنوب

TT

اعتبر الدكتور عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية، تصريحات عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الموحد، حول فيدرالية الوسط والجنوب، بانها «غير مقبولة»، وأكد حسين الفلوجي عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق بانها «مرفوضة من جانبنا»، فيما أوضح عضو في مجلس النواب عن الائتلاف بان «هذه التصريحات تاتي في الوقت غير المناسب».

وكان الحكيم قد أكد خلال خطبة له في مدينة كربلاء بمناسبة ذكرى الاربعين لاستشهاد الامام الحسين على اهمية تحقيق فيدرالية الوسط والجنوب التي كان قد خطط لها رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية منذ العام الماضي واثارت ردود فعل واسعة من اطراف سنية وشيعية معتدلة. وتضم هذه الفيدرالية التي يصر الحكيم على تحقيقها عشر محافظات في وسط وجنوب العراق باعتبارها محافظات شيعية. وقال الدليمي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف، من مكتبه في بغداد امس، ان «تصريحات الحكيم غير مقبولة بالنسبة لنا وتثير النفرة بين ابناء الشعب العراقي ولا تدعو الى الألفة والوحدة وإعادة الامل والاستقرار للعراق».

واضاف الدليمي قائلا «هذه الطروحات بعيدة عن شعار حكومة الوحدة الوطنية التي نريد تحقيقها والتي يجب ان تشترك بها كل مكونات الشعب العراقي»، مشيرا الى ان «الحكيم اذا اصر على اقامة هذه الفيدرالية فسيكون الامر بيد اعضاء مجلس النواب والشعب العراقي الذي لا يريد ان يقسم بلده العراق». وقال الفلوجي «على الرغم من حرية الرأي الواسعة في العراق الجديد، ووجود نص دستوري يؤكد اقامة مثل هذه الاقاليم، الا اننا في جبهة التوافق لا نزال نرفض اقامة انشاء هذه الاقاليم في وسط وجنوب العراق ونرى انه يجب ان يبقى وضع العراق على ما هو عليه الان من محافظات مع ضمان توسيع صلاحيات تلك المحافظات بما يضمن لسكانها ادارة شؤونهم عن طريقهم وكفاءاتهم من اجل الوصول الى مرحلة يطمئن فيها الجميع من هذه الصلاحيات، وبالتالي فانه لا داعي لان نجعل العراق على شفة التقسيم، ونحن ننطلق في هذا السياق من قاعدة شرعية تقول (درء المفاسد اولى من جلب المنافع)». من جانبه ابدى مصدر مستقل من مجلس النواب عن الائتلاف استغرابه لـ«إصرار الحكيم على طرح فكرة فيدرالية الوسط والجنوب في هذا الوقت غير المناسب اطلاقا».

واضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، قائلا «ان البلد يمر بأصعب الظروف السياسية، وهناك اقتتال طائفي وتأخر في العملية السياسية بسبب اصرار ابراهيم الجعفري على عدم الانسحاب من ترشيحه كرئيس للحكومة والائتلاف العراقي ولا يريد ان يحسم الموضوع، ومع كل هذا يأتي الحكيم رئيس الائتلاف لصب الزيت على النار وإثارة اخواننا السنة، المتطرفين منهم والمعتدلين، من خلال الحديث عن فيدرالية تقسم العراق بلا طائل»، مشيرا الى انه ليس مع هذه الفيدرالية «بالرغم من أني عضو في الائتلاف والجميع يعرفون رأيي».

وقال «اذا كانت هناك ظروف واسباب أأدت الى قيام فيدرالية الاكراد فذلك لكونهم يشكلون وحدة قومية وجغرافية وهم يتمتعون بثقافة اخرى ولغة لا علاقة لنا بها، بالرغم من انهم، وكما يصرون، عراقيون ولا اعتراضات لنا على هذه الفيدرالية المقامة على الارض بالفعل منذ اكثر من 13 عاما، لكنني لا اجد ضرورة لقيام فيدرالية اخرى في العراق».