مؤتمر لنصرة النبوة في البحرين يبدأ أعماله بمشاركة 300 من علماء المسلمين

القرضاوي في الجلسة الافتتاحية: معركة فرِضت علينا من غير سبب

TT

بدأ مئات العلماء المسلمين مؤتمرا في البحرين امس لبحث سبل تعريف الغرب بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عقب نشر رسوم مسيئة بحق النبوة في عدد من الدول الأوروبية أثارت غضبا في العالم الإسلامي. ويشارك في المؤتمر نحو 300 من علماء المسلمين والدعاة في البحرين للبحث عن سبل تثقيف الغرب بشأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وافتتح المؤتمر العالِم الدكتور يوسف القرضاوي، وقال في كلمة الافتتاح «انها معركة فرضت علينا من غير سبب الا الاستهانة بالإسلام». وتلى الافتتاح نقاش حول «جذور الافكار الغربية عن الاسلام» و«عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ومكانته المقدسة».

ويرأس الشيخ القرضاوي الاتحاد الدولي للعلماء المسلمين، احدى المنظمات الخمس التي دعت لإقامة المؤتمر. ومن الجمعيات الاخرى منظمة «الاسلام اليوم» التي يرأسها الشيخ سلمان العودة.

وكانت صحيفة «يلاندس بوستن» الدنماركية قد نشرت في سبتمبر (ايلول) الماضي 12 رسما كاريكاتوريا تناولت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد اعادت نشرها عدة صحف في العالم، وخاصة في اوروبا، مما أثار موجة عارمة من الغضب في العالم الاسلامي تجسدت خاصة في مقاطعة البضائع الدنماركية في عدد كبير من الدول الاسلامية.

واوضح الناطق باسم المؤتمر، الشيخ عادل المعاودة، ان المؤتمر يعقد تحت رعاية وزير الشؤون الاسلامية البحريني الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة بصفته الشخصية وليس الرسمية. ويشارك في المؤتمر الداعية المصري عمرو خالد الذي كان محل انتقاد غالبية العلماء المسلمين بعد مبادرته الى المشاركة اخيرا في حوار بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن مع مسؤولين دنماركيين.

واعتبرت مبادرة خالد في غير محلها بسبب إصرار الدنمارك على رفض تقديم اعتذار رسمي عن نشر الرسوم. وكان الشيخ المعاودة قد قال ان المؤتمر يهدف الى تذكير العالم بأن قضية الرسوم لا تزال قائمة. ورفعت على أعمدة الكهرباء في شوارع المنامة الرئيسية لافتات تعلن عن المؤتمر. وكتب على بعض اللافتات «يا أيُّها المؤمنون لا تخونوا النبي»، في حين اتخذ المؤتمر شعارا «من نفسي يا رسول الله».

ودعا المؤتمر إلى إقرار «وثيقة النصر الشاملة» التي أكدت شمول النصرة لجوانب الحياة المختلفة. وفي الوقت الذي تضمنت فيه محورا يتعلق بتأكيد المقاطعة الاقتصادية، حذرت الوثيقة من «جميع أعمال العنف والحرق والتخريب والإتلاف بأي صورة كانت لأنها تسبب إخلالا بأمن البلاد وإحراجا لحكوماتها وإضرارا لممتلكاتها وتشويها لسمعتها».

ورفض الشيخ سلمان العودة رئيس مؤسسة «الاسلام اليوم»، وأحد المنظمين للمؤتمر أن يتم اعتبار المؤتمر الذي نظمه الداعية عمرو خالد «يعبر عن أي خلافات بين المسلمين»، مؤكدا في الوقت ذاته على أن كلا المؤتمرين «يسيران في خط متواز لخدمة جهود نصرة النبي».

واعتبر أن مؤتمر الدنمارك لا يتناقض مع مؤتمر البحرين و«أعتقد أن الجهود تتكامل والحوار جزء من متطلبات شريعاتنا». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن النهاية التي يرغب المؤتمر في الوصول إليها، قال العودة «يُفترض أن يستهدف المؤتمر البحث عن مخرج أو حل لإنهاء القضية»، مبينا أنه «إذا كانت الحكومة الدنماركية لم تتجاوب بما فيه الكفاية، فيجب التوجه للشعوب التي يُفترض أنها الأكثر مصداقية باعتبارها الجهة الأكثر تضررا». وأوضح أن المؤتمر يدعو للحوار مع الشعوب الاوروبية والمؤسسات الاقتصادية والإعلامية الغربية، «مما يمكن الوصول إلى حفظ حقوق المسلمين في كرامتهم ودينهم ورسولهم عليه الصلاة والسلام وإيصال الرسالة. فكما يرغبون في فهمهم نرغب نحن أيضا في أن يفهمونا». وعن تأخر تنظيم المؤتمر كثيرا عن موعده المُفترض، قال الشيخ العودة «هذا التأخير يعود لأمور تنظيمية».

ووفقا لـ«وثيقة النصرة الشاملة» فإن المؤتمر يدعو لدعم المنظمات والمؤسسات والمراكز الاسلامية والاتحادات الطلابية في دول العالم معنويا وماديا ورسميا وشعبيا، مع فتح قنوات التواصل مع النخب المثقفة والمؤثرة في العالم لتعريفها بالاسلام وقيمه الحضارية.