محمد السادس يحل ببوجدور برا

في إشارة إلى الأمن والطمأنينة في الصحراء

TT

حل العاهل المغربي الملك محمد السادس، امس، بمدينة بوجدور (180 كلم جنوبا عن مدينة العيون) كبرى مدن الصحراء المغربية، ليكون بذلك اول ملك علوي يزور هذه المدينة، التي خصصت له استقبالا حماسيا حاشدا غير مسبوق.

ولم يسبق للملك الراحل الحسن الثاني ان زار بوجدور التي يبلغ عدد سكانها حوالي 70.000 نسمة، والتي كانت عند استرجاعها من اسبانيا عام 1975، عقب المسيرة الخضراء السلمية، مجرد منارة ترشد السفن التي تمخر عباب المحيط الاطلسي، وهو ما جعل الملك الراحل يطلق على محافظة بوجدور اسم «اقليم التحدي».وحرص ملك المغرب على السفر برا، الى بوجدور، قادما من العيون، في اشارة دالة على الأمن والطمأنينة والسكينة التي تخيم على المنطقة، في وقت تسعى فيه بعض وسائل الاعلام الاجنبية، وخاصة الاسبانية، الى تصوير الاجواء في المحافظات الجنوبية المغربية، على انها اجواء حرب واضطراب.

وتوجد في اقليم بوجدور قرية «كلتة زمور» التي شهدت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي معارك ضارية بين القوات المسلحة الملكية المغربية، وعناصر جبهة «البوليساريو»، المدعومين من الجزائر.

وكانت بوجدور والسمارة اكثر مدن الصحراء عرضة لهجمات «البوليساريو»، قبل وقف اطلاق النار عام 1991 الذي تشرف عليه الامم المتحدة، وذلك لقربهما من الحدود. وكان الملك محمد السادس قد اشرف امس على اعطاء انطلاقة مشروع توسعة ميناء العيون الذي بلغت كلفته 280 مليون درهم (الدولار يساوي 9.30 درهم). وتضمنت أشغال البنيات التحتية إنجاز حواجز واقية على طول 1500 متر ورصيف تجاري، طوله 276 مترا، بعمق 6 أمتار ونصف متر هيدرومائي، و3.3 هكتار من الاراضي المسطحة، كما تضمنت إنجاز رصيف للصيد طوله 225 مترا بعمق 4 أمتار هيدرومائي و4.2 هكتار من الأراضي المسطحة وحوض لإصلاح السفن بسعة 350 طنا و55 مترا طوليا من الأرصفة وإنجاز 10 أرصفة لتفريغ السمك الموجه للمصانع (150 مترا). ويحمل إشراف العاهل المغربي على تدشين مشاريع اقتصادية واجتماعية بالمحافظات الجنوبية رسالة تتضمن تأكيدا على ان المغرب سيواصل النضال من اجل استكمال وحدة ترابه، بموازاة المضي قدما في تنمية المناطق الصحراوية.