منفذو هجمات سبتمبر كانوا طلابا سيئين وطيارين جيدين

محمد عطا لقب بـ«الإرهابي الصغير».. وموساوي شرب كميات كبيرة من الماء البارد

TT

قال شاهدان أمام المحكمة، التي يمثل أمامها زكريا موساوي المتهم الوحيد في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) (فرنسي من أصول مغربية)، إن بعض أعضاء تنظيم «القاعدة» الذين نفذوا الهجمات «كانوا طلاب طيران سيئين، لكنهم كانوا طيارين جيدين»، وفي غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية، إن شهادات ضباط المباحث الفيدرالية (إف.بي.آي) امام المحكمة الفيدرالية في فرجينيا، لم تكن مفيدة، كما كان متوقعاً. على الرغم من أن بعض الشهود كانوا من المتخصصين في متابعة تنظيم «القاعدة» في حين كان بعضهم الآخر من الذين اقتفوا اثر موساوي قبل اعتقاله. واستمعت المحكمة أمس، إلى شهادة دان برسيل مدير مدرسة هوفمان للطيران، الذي تحدث عن «طالبي الطيران» مروان الشيحي ومحمد عطا، وقال إنهما التحقا بالمدرسة بغرض تعلم الطيران التجاري، للحصول على شهادة قيادة طائرات ركاب تجارية من النوع الضخم، وأبلغا إدارة المدرسة أن لديهما فرصة عمل جيدة في بلادهما، إذا حصلا على شهادة الطيران. وقال برسيل إن عطا والشيحي، أخذا مرة طائرة تدريب، واتجها بها الى ميامي، وهبطا في منطقة خلاء، مما أدى الى إغلاق الطرق، كما أخذا مرة اخرى طائرة الى فلوريدا، وهبطا بها في منطقة «اوين كلير ووتر».

وسئل الشاهد حول ما إذا كانت إدارة المدرسة، اتصلت مع المباحث الفيدرالية (إف.بي.آي) واخطرتها بهاتين الواقعتين، واشار الشاهد الى إن ذلك لم يحدث. وكانت الشاهدة الثانية هي مارغريت شفريت، وهي مديرة شركة طيران تجاري في اريزونا، التي قالت إن هاني حنجور التحق بالشركة في ديسمبر (كانون الثاني) عام 2000 وغادر في مارس (آذار) من العام الموالي، ووصفت حنجور بأنه كان طالباً سيئاً للغاية، ولم يكن يعرف الانجليزية، مما جعل الشركة تتشكك حول شهادة طيران، كان قد حصل عليها من قبل، وقالت إنه لم ينجح في الامتحان الشفوي والتحريري في اللغة الانجليزية، مشيرة الى أنه «ربما لم يكن يعرف سوى بعض كلمات من الانجليزية».

وقالت إنه سدد تكاليف الدراسة نقداً، حيث دفع مبلغ سبعة آلاف دولار، وكان حريصاً على أن يتدرب على قيادة طائرات من نوع بوينغ 737 و757. وقالت إن إدارة الشركة كانت تعتقد أنه إذا قدر له الطيران، فإنه كان سيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين. وحين سئلت الشاهدة حول ما إذا كان «سيؤذي الآخرين» عمداً، أجابت «ليس عمداً ولكن نتيجة جهله.. حيث كان طالب طيران سيئا للغاية». وكان مسؤولاً كبيراً، تقاعد الآن، في قيادة جهاز المباحث الفيدرالية (إف.بي.آي) ناقض شهادة ضابط من الجهاز نفسه، بشأن تحذيرات ارسلها الضابط مفادها أن زكريا موساوي، 37 سنة، يخطط لعمل إرهابي وانه «إرهابي محتمل». ورد مايكل رولينس رئيس قسم العمليات الارهابية الدولية على سؤال المحامي إدوارد ماكمهون، حول ما إذا كان تلقى مذكرة تحذيرية من الضابط هاري سميت من (إف.بي.آي) بكلمة واحدة: «لا».، ثم أجاب عن سؤال آخر حول ما إذا كان تلقى مذكرة من الضابط نفسه بأن موساوي يعتزم اختطاف طائرة، وانه يتوفر على أسلحة لذلك بكلمة واحدة أيضاً: «لا». وشهد رولينس رئيس قسم عمليات الارهاب الدولي عام 2001 في محاكمة موساوي، بأنه لم يعلم بتقرير كتبه منذ فترة ضابط بمكتب التحقيقات الاتحادي، موضحا فيه نظريته.

كما أدلى هاري ساميت ضابط «اف.بي.آي» والذي اعتقل موساوي قبل ثلاثة اسابيع من وقوع الهجمات بطائرات مخطوفة، والتي اودت بحياة 3000 بشهادته يوم الاثنين الماضي، وقال فيها إن رؤساءه في المكتب عطلوا مرارا جهده للتحذير من هجوم ارهابي محتمل.

على صعيد آخر، بدا موساوي أمس هادئاً كعادته، والتزم الصمت، لكنه كان يشرب كثيراً على الرغم من برودة الطقس. وكان يرتدي سروالاً وقميصاً أزرق اللون، معتمراً طاقية بيضاء ولم يشذب لحيته. وكان بين الفينة والأخرى يطلق رجليه مسترخياً، ولم يكن يهتم كثيراً بما يدور حوله. وقالت مدربة الطيران، التي علمت محمد عطا المشارك في هجمات 11 سبتمبر، انها كانت متوجسة منه، لدرجة انها اطلقت عليه اسم «الارهابي الصغير»، قبل شهور من وقوع الهجمات.

وقاد الطائرة الاولى التي صدمت أحد برجي مركز التجارة العالمي. واضافت هول: «وجدت ان عطا بارد جدا، ومتصلب في تعامله. ولم يكن ودودا وكان مكروها. وتابعت «اطلقت عليه لقب الارهابي الصغير». وسئلت عن السبب الذي دعاها لاعطاء عطا هذا الاسم، فقالت «كانت لديه تلك السمة. ولم اكن احبها».

وقالت ان استخدامها لهذا اللقب اقتصر على الحديث مع زملائها، ولكنها قالت انها لم تعبر ابدا عن مخاوفها لمكتب التحقيقات الاتحادي، او ادارة الطيران الاتحادية.

وتلقى عطا ومشارك آخر في الهجمات، هو مروان الشحي، دروسا في الطيران في مركز هوفمان في صيف عام 2000. من جهة اخرى تبين ان اثنين من الخاطفين الانتحارين في هجمات سبتمبر، تخليا عن طائرة صغيرة في ممر الهبوط والاقلاع بمطار ميامي الدولي، خلال تدربهم على الطيران. الا ان هذا التصرف لم يلفت انباه السلطات الفيدرالية، بحسب مدرب الطيران دانييل بيروسل. ومحاكمة موساوي هي المحاكمة الوحيدة التي تجري في الولايات المتحدة ذات صلة بهجمات 11 سبتمبر، وقد تصل فيها العقوبة الى الاعدام. واعتقل موساوي في ولاية مينيسوتا في 16 أغسطس (آب) عام 2001 بعد أن أثار الشبهات حوله في مدرسة لتعليم الطيران. واعتقل بتهمة متعلقة بالهجرة.

وصرح رولينس بأن مكتب التحقيقات الاتحادي، لم يكن لديه ادلة كافية في ذلك الوقت لتوجيه الاتهام لموساوي. وقال «افتراضات الضابط ساميت وتوجساته شيء، وما كنا نعرفه بالفعل شيء آخر».