واشنطن ستمنع محاكم غوانتانامو العسكرية من استخدام إفادات انتزعت بالتعذيب

TT

ذكرت صحيفة «وول ستريت جرنال» امس ان البيت الابيض سيحظر هذا الاسبوع استخدام اي افادات تم انتازعها تحت التعذيب في المحاكم العسكرية التي تحاكم معتقلي غوانتانامو. ويتوقع ان يصدر الحكم قبل جلسة تعقدها المحكمة الاميركية العليا حول شرعية المحاكم العسكرية التي تعرف باسم اللجان العسكرية. وقد انشئت عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة لمحاكمة الذين يشتبه في ضلوعهم في جرائم حرب من غير الاميركيين.

وقالت الصحيفة ان الحظر على استخدام الافادات المنتزعة تحت التعذيب سيساعد على نجاة المحاكم العسكرية من المراجعة التي تقوم بها المحكمة العليا. وسيصبح بامكان محامي الحكومة الدفع بان المحاكم العسكرية تلتزم باحكام ميثاق الامم المحتدة ضد التعذيب والذي صادقت عليه الولايات المتحدة في 1994.

وكان سليم حمدان المعتقل في غوانتانامو الذي اعترف بانه كان سائق زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، قد طعن في المحاكم العسكرية لعدة امور من بينها اخذها بالافادات التي تم الحصول عليها تحت التعذيب. الا ان محكمة التمييز ايدت اللجان العسكرية في يوليو (تموز). واطلق القاضي الفيدرالي في المحكمة وليام هاينز تغيرات اجرائية تقضي بقبول افادات قد تكون انتزعت تحت التعذيب.

وعلى اثر ذلك قرر محامو حمدان رفع القضية الى المحكمة العليا. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الميجور جين بومر في بيان نشرته الصحيفة ان اصدار حكم جديد غير ضروري.

وقالت ان الرئيس الاميركي جورج بوش «كان واضحا عندما قال ان الولايات المتحدة لا توافق على العنف. ووزارة الدفاع تلتزم بالطبع بذلك وتعتقد ان اصدار قرار محدد بهذا الشأن غير ضروري وسيوحي بشكل خاطئ بان التعذيب قد وقع بالفعل». واضافت «ومع ذلك فانه ولازالة اي شك» حول تطبيق ميثاق منع التعذيب على اللجان العسكرية التي تحاكم المعتقلين، اصدر هاينز «تعليمات رسمية تحظر على المدعين تقديم اي افادات تم الحصول عليها تحت التعذيب كادلة في المحكمة، وحظر على اللجان استخدام مثل تلك الادلة ضد المتهمين».

ومن جهة اخرى روى معتقلون سابقون في غوانتانامو اول من امس قصصهم في اجتماع بالدائرة المغلقة من لندن الى اميركيين جمعتهم في واشنطن منظمة تدافع عن حقوق الانسان في السجن المثير للجدل.

واوضح مركز الحقوق الدستورية «نعتقد انها اللحظة المناسبة لمؤتمر من هذا النوع في الولايات المتحدة»، مشيرا الى انها «المرة الاولى» التي يتمكن فيها معتقلون «افرج عنهم وتمت تبرئتهم» من اسماع صوتهم في الولايات المتحدة.

وقال عميد كلية الحقوق في جامعة جورج واشنطن حيث عقد المؤتمر تحت عنوان «اصوات من غوانتانامو» وبحضور طلاب وناشطين في الدفاع عن حقوق الانسان ومساعدين برلمانيين وصحافيين ان «الهدف هو تسليط الضوء على موضوع بحاجة الى الكشف عنه حاليا». وتحدث شفيق رسول وطارق درغول وآصف اقبال ورحال احمد وهم اربعة بريطانيين اعتقلوا في القاعدة الاميركية في كوبا، عن ظروف اعتقالهم جالسين حول طاولة في مكتب للمحاماة في لندن.

ورد الشبان الاربعة الملتحون الذين يرتدون اللباس الرياضي والذين اوقف كل منهم سنتين قبل الافراج عنه بدون ان توجه اليه اي تهمة، على الاسئلة وهم يتناولون رقائق البطاطس (شيبس) وعصير البرتقال.

واوضح شفيق رسول «كانت أوقاتا عصيبة جدا علينا». واضاف ان المعتقل كان اشبه «بحديقة حيوانات. حيث وضعنا في اقفاص 24 ساعة على 24 ساعة وكان الحراس يراقبوننا 24 ساعة على 24». وتابع ان اعترافات انتزعت منه لانه لم يعد قادرا على احتمال ظروف الاعتقال.

وقال «كدت اصاب بالجنون لانني كنت معزولا منذ ثلاثة اشهر».

اما طارق درغول البريطاني من اصل مغربي، فقال «لم يكن هناك استجواب بمعنى الكلمة في غوانتانامو». واضاف «كان هناك مجموعة من الصبية يطرحون اسئلة سخيفة ويبدون ملاحظات اسخف».