«إيتا» تعلن «وقفاً دائماً» لإطلاق النار.. ومدريد ترحب بحذر

تمهيداً لإنهاء النزاع مع الحكومة الإسبانية

TT

أعلنت منظمة «إيتا» في رسالة تسلمها التلفزيون الباسكي المحلي «وقفاً دائماً» لاطلاق النار، إبتداء من يوم غد، يهدف إلى «دعم العملية الديمقراطية في بلاد الباسك». وتضيف الرسالة، الموجّهة إلى الشعب الباسكي والتي بثتها إذاعة إقليم الباسك الرسمية أمس ونشرتها صحيفة «غارا» المقرّبة من «إيتا» في موقعها على شبكة الإنترنت، «أن الوقت حان لتخطّي النزاع، هنا، هذه هي رغبة ونية إيتا». ولم تحدّد المنظمة في رسالتها تاريخا لنهاية هذه الهدنة وإنما أكدّت أنها تهدف الى «بناء إطار جديد تعترف فيه الأطراف بحقوقنا كشعب». وتؤكد الرسالة ان «الشعب الباسكي هو صاحب الكلمة والقرار» في نهاية المطاف. وتحذر الحكومتين الإسبانية والفرنسية من التدخّل فيما يقرره الشعب الباسكي. وفي إشارة إلى الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن الإسبانية والفرنسية، دعت «إيتا» سلطات البلدين إلى وقف عمليات «القمع». وفي الوقت نفسه، أعربت عن تفاؤلها حيال قرب نهاية الأزمة، ووعدت باتخاذ خطوات جديدة في هذا الاتجاه.

وتتوجّه «إيتا» مباشرة إلى قوات الأمن الإسبانية والفرنسية داعية الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم أمام هذه الخطوة التاريخية التي أعلنتها المنظمة. ثم تخاطب الشعب الباسكي كي يتحمل مسؤولياته ويشترك في هذه العملية ويكافح من أجل حقوقه كشعب. وتعرب المنظمة أيضا عن رغبتها في أن تدوم الهدنة إلى النهاية، وأن تحقّق الديمقراطية لبلاد الباسك متخطية بذلك نزاعا قائما منذ سنوات طويلة لبناء السلام المبني على العدالة. لم يتأخر رد الحكومة الإسبانية على إعلان الهدنة، إذ جاء على لسان ماريا تيريزا فرنانديث دي لا بيغا، النائبة الأولى لرئيس الحكومة، داعية إلى الحذر والحكمة، إن الهدنة «خبر سار للشعب الإسباني»، مؤكدة أن الحكومة «مجبرة على التحكم والتروي». وتمنّت على جميع القوى السياسية الوقوف إلى جنب الحكومة في هذا الظرف. أما الناطقة باسم أوسكا ألكارتاسونا، الحزب الانفصالي اليساري الباسكي، في البرلمان الإسباني، فقد طالبت على الفور بـ«طاولة ديمقراطية للحوار» تشترك فيها كل الأحزاب السياسية للرد بـ«مسؤولية» على إعلان هذه الهدنة.

وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها «إيتا» هدنة من هذا النوع. ففي 29 يناير (كانون الثاني) 1988 أعلنت المنظمة هدنتها الأولى لمدة 60 يوما، مشترطة على الحكومة الإسبانية متابعة المفاوضات التي بدأت قبل ذلك التاريخ بسنة واحدة في العاصمة الجزائرية، ولكن الحكومة آنذاك لم تعير آذانا صاغية. ثم تبعتها هدنتان؛ الأولى في 15 فبراير (شباط) 1988 والثانية في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة نفسها، من دون التوصل إلى نتائج. ثم عادت وأعلنت هدنة جديدة في 8 يناير (كانون الثاني) عام 1989 متزامنة مع معاودة المفاوضات مع الحكومة الإسبانية في العاصمة الجزائرية. وتلتها هدنات أخرى إلى حين أعلنت العودة إلى السلاح في 4 أبريل (نيسان) 1989 على إثر فشل المفاوضات. وتتابعت الهدنات من دون أن تتكمن المنظمة من التوصل إلى اتفاق دائم وثابت، كان آخرها في 18 فبراير 2004 لمدة 30 يوما اقتصر على وقف العمليات في إقليم كاتالونيا فقط اثناء الانتخابات العامة.