روسيا: نرفض أي قرار من وراء ظهرنا حول إيران

عرقلة المباحثات في نيويورك تؤدي إلى تدخل وزاري

TT

صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس بأن روسيا لن تقبل باي قرار يأخذه الغرب حول ايران «من وراء ظهرها» في تعليقه على معلومات صحافية حول مفاوضات "سرية" تجريها بريطانيا مع دول غربية اخرى بهذا الشأن. وجاءت تصريحات لافروف بعد تلقيه اتصالا من نظيره البريطاني، جاك سترو، في محاولة لكسب موافقة روسيا على الحزم في مواجهة النشاط النووي الإيراني. وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الاميركية لـ«رويترز» بأن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستتصل بلافروف للغرض نفسه. وكانت صحيفة «التايمز» اللندنية نشرت رسالة سرية صادرة عن جون سوايرز، المدير السياسي لوزارة الخارجية البريطانية، يؤيد فيها اتخاذ قرار في الأمم المتحدة يسمح بفرض عقوبات وحتى استخدام القوة في حال استمرت ايران برفض وقف النشاطات النووية الحساسة. وأوضحت الصحيفة ان سوايرز وجه هذه الرسالة المؤرخة 16 مارس (آذار) الىنظرائه الأميركي والفرنسي والألماني. وقال لافروف «اشك في اننا سنقبل باقتراح يتخذ من وراء ظهرنا ويعرض علينا بعد ذلك على انه المخرج الوحيد الممكن». وأضاف: «في الاشهر الاخيرة سعينا للحصول من شركائنا الغربيين على استراتيجية مشتركة» حول تسوية المشكلة الايرانية. وأكد الوزير الروسي: «نحاول ان نستعلم من زملائنا الغربيين لمعرفة ما اذا كانت (معلومات التايمز) صحيحة ام لا». وأردف قائلاً:«إذا ثبتت صحة هذه المعلومات، سنناقش الأمر بجدية كبرى بما في ذلك على المستوى وزراء الخارجية».

ومن واشنطن، ابدت وزيرة الخارجية الاميركية مؤشرات الى نفاد صبرها حيال بطء المفاوضات الجارية في مجلس الأمن حول الملف النووي الإيراني، محذرة من انه «لا يمكن ان تحصل عرقلة» اذا ما لاح في الافق تهديد محتمل. وقالت رايس «ليس ثمة وقت لإضاعته وعلينا الاهتمام بهذه المسألة. وعلى المجموعة الدولية ان تتحرك». وسيكون النص الذي تجري مناقشته إعلانا غير ملزم يتلوه رئيس المجلس، لكن تبنيه يتطلب إجماع الأعضاء الخمسة عشر.

وذكرت رايس في تصريح صحافي بعد لقائها مع وزيرة الخارجية اليونانية، تيودورا باكويانيس، في واشنطن أول من امس، بضرورة أن تبقى الجبهة الدولية موحدة لمطالبة ايران بالتخلي عن عزمها على بناء قنبلة نووية. وقال السفير الأميركي جون بولتون إن المحادثات بين وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية مطلوبة قبل اتخاذ أي قرار في مجلس الأمن، موضحاً: «ننتظر حصيلة المحادثات على مستويات أعلى». وأفاد دبلوماسي غربي أول من أمس بأن المأزق الحالي في مجلس الامن الدولي حول الملف النووي الايراني سيستمر حتى الاسبوع المقبل. وأضاف الدبلوماسي الذي طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم كشف هويته ان الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس لن تتوصل الى الاتفاق هذا الاسبوع على نص ما زال يثير خلافات عميقة بين الغربيين من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى. وتابع ان الدول الخمس لم «تحقق تقاربا» في مواقفها لتتمكن من انهاء المشاورات هذا الاسبوع.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» بأن المكالمة الهاتفية بين سترو ولافروف أمس «لم تأت بأي جديد في المحادثات المستمرة بين الوزراء والمسؤولين» للدول الخمس في مجلس الأمن. وأضاف: «لا نشعر بالحاجة الى الاستعجال بهذا الشأن، نريد ان نعرف مواقف جميع الأطراف ولا شك في أن روسيا طرف مهم في هذه المفاوضات».