الصومال: 47 قتيلا في 3 أيام مع تجدد المعارك في مقديشو

أعيان العاصمة يواصلون اتصالاتهم لوقف النار

TT

تجددت المعارك العنيفة بعد ظهر أمس في مقديشو، التي تشهد لليوم الثالث على التوالي مواجهات بين ميليشيات متناحرة، اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 47 قتيلا ومئات الجرحى وفق حصيلة اخيرة صادرة عن احد الوجهاء المحليين.

وبعد صباح هادئ نسبياً، دارت مواجهات بالمدفعية وقذائف الهاون بعد ظهر أمس في شمال مقديشو، على ما افاد به محمود حسن، وهو سائق شاحنة، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية. وقال السائق: «بعد وضع طبيعي نسبيا خلال النهار، استؤنفت المعارك مع قصف شديد واستخدام الرشاشات».

وبلغت حصيلة الايام الثلاثة 47 قتيلا، بحسب وجهاء اتصلوا بالمستشفيات، وبسكان في المناطق المعنية وقادة الميليشيات المتناحرة. وكانت الحصيلة 32 قتيلا مساء الخميس.

واوضح رجل الدين احمد حجي داود لوكالة الصحافة الفرنسية، ان عددا كبيرا من الجرحى قضوا متأثرين بجروحهم، وهذا ما ادى الى ارتفاع الحصيلة. وقد فر مئات السكان من منازلهم من حي كاران حيث تركزت المعارك.

من جهته اعتبر واحد من الوجهاء المحليين المشاركين في المحادثات، التي بدأت للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، ان الوجهاء السابقين قد يتوصلون الى وقف لاطلاق النار لان عناصر الميليشيات متعبون جدا. لقد فقدوا الكثير من المقاتلين، ولذلك سوف يقبلون ربما باقتراح لوقف اطلاق النار. وكانت الاشتباكات قد اندلعت الاربعاء الماضي بشمال العاصمة مقديشو، بين ميليشيات قبلية تابعة لـ«التحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب»، الذي يضم مجموعة من زعماء الحرب الذين أصبحوا أعضاء في الحكومة الانتقالية، وميليشيات تابعة لـ«المحاكم الإسلامية»، التي يهيمن عليها الإسلاميون المتشددون الذين نمت قوتهم اخيراً ويحاولون السيطرة على العاصمة. وقد تفجر الصراع بين الإسلاميين المسلحين من جماعة المحاكم الإسلامية وزعماء الحرب في العاصمة، إثر الإعلان عن تشكيل ما سمي بـ«التحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب»، الذي يضم زعماء حرب أعضاء في الحكومة الصومالية الانتقالية، إضافة الى زعماء ميليشيات آخرين في 18 من الشهر الماضي، حيث اتهمت جماعة المحاكم الإسلامية هذا التحالف بأنه يتلقى تمويلا من جهات أجنبية للوقوف ضد المد الإسلامي في العاصمة وتسليم عناصر إسلامية الى اجهزة استخبارات غربية في إطار حملات مكافحة الإرهاب في منطقة القرن الإفريقي، فيما اتهم قادة تحالف مكافحة الإرهاب جماعة المحاكم الإسلامية بأنهم يؤون عناصر من تنظيم «القاعدة» مطلوبة دوليا في المناطق التي تسيطر عليها، الأمر الذي تنفيه جماعة المحاكم الإسلامية بشدة.

يذكر ان قوة المحاكم الإسلامية ازدادت خلال السنوات الثلاث الماضية واستطاعت من خلال ميليشياتها المسلحة الى جانب شبكة من المحاكم الشرعية في إعادة الأمن الى أحياء من العاصمة التي كانت تسودها الفوضى منذ وقت طويل. ولم يخف قادتها مساعيهم الى إقامة حكم إسلامي في مقديشو وعموم الصومال، الأمر الذي أكسبهم أنصارا وخصوما على السواء.