قبل 3 أيام من قمة الخرطوم: أزمة التمثيل اللبناني «قنبلة موقوتة»

غيابُ السلطان قابوس وزين العابدين وحضور أنان وأردوغان ولا كلمات للزعماء في الافتتاح

TT

تبدأ اليوم اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية في الخرطوم، لاعداد جدول اعمال القمة، فيما لا تزال مسألة التمثيل اللبناني تلقي بظلالها وتشكل الازمة الرئيسية التي تواجه القمة التي تبدأ رسميا أعمالها الثلاثاء المقبل، فقد وصفها المراقبون بانها قد تكون «قنبلة موقوتة» تهدد القمة.

وفيما تسعى مصر والسعودية حثيثا لحلحلة هذه الازمة الناجمة عن احتجاج الغالبية البرلمانية على قيام الرئيس اميل لحود بتمثيل لبنان في القمة إذ تعتبر انه «مطعون في شرعيته»، اكدت مصادر لبنانية ان الازمة لم تحل بعد وان القاهرة والرياض تواصلان جهودهما من اجل تسويتها قبل انعقاد القمة والتوصل الى اتفاق حول ما اذا كان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيشارك فيها الى جوار لحود ام لا.

غير ان احدى النقاط الرئيسية التي كانت مثار خلافات داخلية لبنانية، وهي محتوى الكلمة التي سيلقيها لحود في القمة، سقطت، إذ لا يتضمن جدول الاعمال الرسمي للقمة الذي تم توزيعه امس في الخرطوم كلمات افتتاحية للقادة العرب خلافا لما جرت عليه العادة.

وستقتصر الجلسة الافتتاحية الثلاثاء المقبل على مداخلات للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه باعتباره رئيس القمة السابقة، والرئيس السوداني عمر البشير رئيس الدولة المضيفة لقمة الخرطوم، اضافة الى كلمات للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والامين العام للامم المتحدة كوفي انان.

كما يشارك في الجلسة الافتتاحية رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري، والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي، وممثل للاتحاد الاوروبي. وقالت الحكومة السودانية انها حتى امس لم تتلق رسميا تشكيلة الوفد اللبناني المحدد للمشاركة في القمة العربية، ولا تعرف ما اذا كان سيصل برئاسة الرئيس اميل لحود ام رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وابدى جمال محمد ابراهيم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية استعداد بلاده لاستضافة اي وفد لبناني يحدده اللبنانيون من خلال مشاوراتهم التي تجري بينهم، وقال المسؤول السوداني لـ«الشرق الاوسط» ان دور الخرطوم هو استقبال الوفد «أما قضية التمثيل فهي شأن لبناني». وكان الامين العام للجامعة العربية قد اجاب على سؤال حول مشاركة لبنان في القمة بانه «سيشارك بوفد رسمي واحد». وقالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لوكالة الصحافة الفرنسية ان «تصحيح العلاقات بين لبنان وسورية» سيناقش بالتأكيد في الكواليس مع ان هذه المسألة غير مدرجة رسميا على جدول الاعمال. بيد ان هذه المسألة ستكون ايضا رهنا بالتمثيل اللبناني في قمة الخرطوم. واشارت المصادر الى ان «المصالحة السورية ـ اللبنانية قد تحصل في الكواليس خلال محادثات تستهلها السعودية ومصر». وينص مشروع القرار الذي يفترض ان يقر في قمة الخرطوم على دعم لبنان السيد الذي يملك حق تحديد خياراته السياسية واقامة علاقات الند للند مع «الدول الشقيقة والصديقة». وينص ايضا على ان معاقبة المسؤولين عن اغتيال الحريري في فبراير (شباط) 2005 في بيروت عندما كانت تحت الهيمنة السورية، «ستساهم في احلال الامن والاستقرار في لبنان».

ورغم ان المصادر الرسمية للجامعة العربية اكدت ان قمة الخرطوم ستشهد تمثيلا كبيرا للقادة العرب إلا ان الصحف السودانية شككت امس في مشاركة عدد من الرؤساء. وأعلن وزير شؤون الرئاسة السودانية الفريق بكري حسن صالح للصحافيين ان «اثنين من القادة العرب تأكدت عدم مشاركتهما في القمة، هما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسلطان عمان قابوس بن سعيد». وكان موسى قد صرح الخميس للصحافيين ان «الحديث عن مقاطعة قادة عرب للقمة مجرد تكهنات» واكد ان «الحضور سيكون مكثفا».

ويبدأ وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعاتهم التحضيرية لاقرار مشروعات القرارات التي سترفع الى القادة العرب. وينتظر ان تكون ثلاث قضايا في صلب المحادثات الرسمية والتشاورية للقادة العرب، وهي سبل مواجهة شبح الحرب الاهلية في العراق، ومخاطر تعرض السلطة الفلسطينية لعزلة دولية بعد تشكيل حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) للحكومة، وامكانية توفير دعم عربي لها لمواجهة التعليق المحتمل للمساعدات المالية الدولية، فضلا عن ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية ووسائل انجاح الحوار الوطني اللبناني.

وستبحث القمة اقتراحا اردنيا باستضافة اجتماع للقادة الدينيين العراقيين اضافة الى بدء اجتماعات تحضيرية فورية لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي المقرر عقده في بغداد في يونيو (حزيران) المقبل تحت رعاية الجامعة العربية.