مبعوث بلير للشرق الأوسط يمثل أمام لجنتين برلمانيتين

بعد اتهامه بالتورط في «فضيحة» القروض السرية للحزب الحاكم

TT

أفيد بأن اللورد مايكل ليفي، وهو مبعوث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى الشرق الأوسط، سيمثل أمام لجنتين برلمانيتين للإجابة عن أسئلة تتعلق بدوره في «فضيحة» القروض السرية لحزب العمال الحاكم. وأدى انكشاف أمر «الفضيحة» بمعلقين وسياسيين، الى دعوة بلير الى الاستقالة، نظراً لخطورة التهم الموجهة اليه بالتواطؤ في عمليات «بيع» لقب لورد لأثرياء منحوا العام الماضي، حزبه قروضاً وصلت قيمتها الاجمالية الى حوالي 14 مليون جنيه استرليني. ويسعى بلير جاهداً الى تطويق الأزمة التي باتت تهدد موقعه وموقع خليفته المنتظر وزير المالية غوردون براون، وذلك من خلال تعيين مستشارين جدد لشؤون تمويل الأحزاب. جدير بالذكر ان ليفي، 61 عاماً، يعتبر أبرز مسؤولي الحزب الحاكم في مجال جمع التبرعات والأموال اللازمة للحملات الانتخابية وغيرها. وكشف بعض الاثرياء المتورطين في القضية، ان ليفي هو الذي طلب منهم تقديم المعونة المالية للحزب على شكل قرض بشروط مخففة. وفسر هذا الطلب بأنه محاولة للتكتم على المساعدة المالية الآتية من شخص سيحصل في وقت قريب على مقعد في مجلس اللوردات بفضل دعم الحزب الحاكم، وذلك لأن القانون يلزم الأحزاب بالكشف عن كل تبرع تزيد قيمته على 500 جنيه استرليني. وأعلنت اخيراً «لجنة الإدارة العامة» النافذة في مجلس العموم انها ستستجوب اللورد ليفي اوائل مايو (ايار) القادم. وأشارت إلى أنها ستستمع الى إفادتي الدكتور تشاي باتل والسير ديفيد غارارد، وهما من الاثرياء الذين قدموا القروض. وكانت اللجنة قد اوضحت قبل ايام انها ستباشر التحقيق في ملابسات القروض المثيرة للجدل، بيد انها لم تفصح عن اسماء الشهود. يُشار الى باتل الذي دفع 1.5 مليون جنيه، كشف عن ان اللورد ليفي، هو الذي حثه على الدفع كقرض كي لا يضطر الحزب الى الكشف عنه.

وجاء اعلان لجنة الادارة العامة عن اسماء الدفعة الاولى من الشهود الذين سيمثلون امامها، في وقت ذكرت فيه «لجنة الشؤون الدستورية» أنها ستفتح تحقيقاً بشأن القروض السرية نفسها. ومن المتوقع ان تعمد اللجنة الاخيرة الى استجواب ليفي ايضاً نظراً لأهمية الدور الذي يقال انه لعبه في القضية.

يُذكر ان بلير عين ليفي مبعوثاً شخصياً في الشرق الاوسط، منذ اواخر التسعينات، مما اثار قدراً من الجدل. فاليهودي اللندني الذي عمل في مجال العلاقات العامة، وترويج مطربين في السبعينات والثمانينات، ارتقى في عهد بلير سلم المسؤوليات بسرعة، وجدها البعض محيرة. وقد عرف عنه انه يلعب التنس بانتظام مع رئيس الوزراء. وتردد انه اختلف مع وزير الخارجية الاسبق روبن كوك. كما كان موضع سخرية قاسية من جانب السفير البريطاني الاسبق في واشنطن السير كريستوفر مير، الذي تندر بحرص اللورد ليفي على المبالغة في شعوره بأهميته.