خليلزاد: إيران تدعم العملية السياسية علنا.. وتساند أيضا الميليشيات الشيعية والتمرد

السفير الأميركي أكد أنه لا بد للشيعة من قبول حل وسط لتشكيل الحكومة

TT

قال السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليلزاد، ان ايران تظهر بصورة علنية تأييدها للعملية السياسية المتعثرة في العراق، وفي نفس الوقت يساند جيشها وأجهزة استخباراتها الميليشيات ومجموعات التمرد في العراق. واضاف ان عملاء ايرانيين يقدمون السلاح والتدريب لميليشيات شيعية، مثل جيش المهدي ويعملون ايضا مع قوات تمرد سنية، بما في ذلك «جماعة أنصار السنة»، التي يشتبه في تنفيذها لعشرات الهجمات ضد جنود عراقيين واميركيين ومدنيين عراقيين شيعة.

وقال السفير خليلزاد، ان ايران تدرب وتشارك بصورة مباشرة وغير مباشرة وتقدم تمويلا لأفراد وميليشيات، وان هناك وجودا لأشخاص لهم صلة بالحرس الثوري الإيراني ووزارة الأمن والاستخبارات الايرانية. وجاءت تعليقات خليلزاد في لقاء اجري بمكتبه في المنطقة الخضراء ببغداد، في وقت ابدت فيه كل من واشنطن وطهران الرغبة في إجراء محادثات تهدف الى التوصل الى بسط الأمن والاستقرار في العراق. وكانت ايران، التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع قادة الأحزاب الشيعية في العراق، قد نفت مرارا الاتهامات الاميركية لها بإثارة عدم الاستقرار في العراق وألقت بمسؤولية ذلك على الولايات المتحدة. وتتزامن المناشدات بإجراء حوار حول العراق مع مداولات مجلس الأمن حول الخطوات المحتمل اتخاذها ضد ايران، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وردا على سؤال حول بدء أي مناقشات حول هذه القضية، أجاب خليلزاد قائلا: ان «لا جديد حول هذه القضية». كما تزامنت تعليقات خليلزاد مع جمود المفاوضات حول تشكيل الحكومة العراقية. وكانت أحزاب سنية تسعى للحصول على المزيد من المواقع الوزارية من الأحزاب الشيعية التي حصلت على اغلبية في البرلمان العراقي، قد اتهمت ايران بالتواطؤ في الهجمات الاخيرة التي نفذتها ميليشيات شيعية ضد السنة ودفعت البلاد نحو حرب اهلية. وقال خليلزاد معلقا، ان عدد العراقيين الذين يلقون حتفهم على يد الميليشيات الشيعة، كان خلال الاسابيع الماضية، اكثر من عدد اولئك الذين يلقون حتفهم بسبب السيارات المفخخة.

وقد عبر خليلزاد عن قلقه بخصوص علاقات ايران مع جيش المهدي، وهي جماعة مسلحة موالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، التي وصفها السفير الاميركي بأنه مسؤولة عن العديد من عمليات القتل الاخيرة، بالرغم من نداءات الصدر بالهدوء. وتجدر الاشارة الى ان الصدر الذي اتهمته سلطات الاحتلال الاميركية السابقة بالتورط في قتل زعيم شيعي منافس هو عبد المجيد الخوئي، بعد الغزو الاميركي، شن انتفاضتين مسلحتين ضد القوات الاميركية في عام 2004. الا ان خليلزاد قال ان الولايات المتحدة لم تجر اية محادثات مباشرة مع الصدر، الذين يحتفظ انصاره بثلاثين مقعدا في البرلمان الجديد. وقال «لا لم اتحدث معه، لأننا لم نلتق بمقتدى الصدر، ولكن بعثت له برسائل علنية، نشاركه بكل طريقة ممكنة». وأضاف انه وغيره من المسؤولين في السفارة التقوا بحلفاء الصدر. «اعتقد ان رجالنا نصحوني بغير ذلك بسبب الاتهام الموجه اليه». وقال مساعد للصدر، انه لن يلتقي بمسؤولين اميركيين الي ان تنسحب القوات الاميركية من العراق.

ومع توقف المحادثات لتشكيل حكومة جديدة بعد ثلاثة اشهر من الانتخابات التي جرت في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي، ذكر خليلزاد انه يؤكد للقادة العراقيين ان السلطة الجديدة مطلوبة لمواجهة عدم الاستقرار. وأوضح «انا الشخص الذي اقول: تعاني البلاد من نزيف، انتم في حاجة للتحرك». وأضاف ان الجلسات الاخيرة التي عقدت مع القيادات السياسية من العديد من الاتجاهات ادت الى نتيجة مشجعة، على الاقل، المجموعات الان على استعداد لمواجهة اهتمامات بعضها البعض بدون استخدام الاميركيين كوسطاء. وأضاف «لقد تحولت ـ وأنا لا اشتكي ـ الي مراقب، وهو امر جيد»، ورفض الاعتقاد السائد بانه لا يزال القوة الدافعة وراء الوحدة، مشجعا الجماعات المتنافسة على التفاوض. وذكر «اعتقد الان انهم يتحركون سياسيا تجاه الاعتماد على الذات».

وبسؤاله عما اذا كان الشيعة، الذين لم يتمكنوا من تحقيق اغلبية برلمانية، سيرغبون في المشاركة في السلطة بطريقة تسمح بتشكيل حكومة موحدة، اشار خليلزاد الى نصوص الدستور التي تتطلب موافقة اغلبية الثلثين على العديد من القرارات الحكومية لتنفيذها. وأوضح «ليس لدى الشيعة من بد الا الحل الوسط».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»