علاوي يحذر من «يوغسلافيا» عراقية.. والحل بالقضاء على الإرهاب والطائفية

أكدلـ«الشرق الاوسط» أن استقرار العراق والمنطقة ليس شأنا أميركيا أو إيرانيا فقط

TT

قال الدكتور اياد علاوي، رئيس القائمة العراقية في المجلس النيابي رئيس الوزراء العراقي السابق، ان الاوضاع السائدة في البلاد نتيجة الفراغ الامني بانتشار المسلحين غير النظاميين الذين يفرضون انفسهم كقوة بديلة للحكومة. محذرا من تكرار النموذج اليوغسلافي في العراق، وقال ان الحل يكمن بالقضاء على الارهاب ومحاربة الطائفية.

وقال علاوي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان «محاولات إضعاف الوضع المركزي للعراق تنذر بعواقب وخيمة ما لم يحدث تدخل لإيقاف التدهور الحاصل لوضع البلاد على مسار الاستقرار الصحيح»، مناشدا مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في الخرطوم نهاية الشهر الحالي اتخاذ القرارات المناسبة التي تخص العراق وتسهم في استقراره وتطوره.

وأكد علاوي وجود حالة من الفراغ الأمني والاستخباري والعسكري والقضائي «تقوم جماعات مسلحة غير نظامية بملئه بالاعتماد على المحاصصة الطائفية والجهوية»، وقال ان هذه الجماعات «تفرض ارادتها بالقوة وتتصرف كأنها مؤسسات حكومية من دون توجيه الرادع لها، الامر الذي يستغل من قبل الجماعات الارهابية». وأشار علاوي الى ان «اضعاف الوضع المركزي في العراق في هذه المرحلة سيعصف بالعديد من المتغيرات على الساحة العراقية والمحيط الاقليمي».

وحول موضوع «الفيدرالية» في الوسط والجنوب، رأى انه من الافضل التريث بشأنه حتى تنعم البلاد بالاستقرار، وقال ان «من الافضل ان تأخذ وقتا كافيا»، مشيرا الى ان «فيدرالية الشمال اصبحت من المسلمات، إذ ان طبيعة نشأتها بدأت منذ عقود طويلة».

ويرى رئيس الكتلة العراقية الوطنية في مجلس النواب أنه رغم عدم وضوح التعريف الدقيق للتوترات والعنف الدموي الذي يشهده العراق، فانها في اعتقاده مرحلة من مراحل الحرب الاهلية، معربا عن أمله في عدم تطورها وتفاقمها الى نقطة اللاعودة، مثلما حصل في يوغسلافيا السابقة، مطالبا كل العراقيين والعرب والمسلمين العمل بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وبذل الجهد لعدم تحقيق إمكانية وصولها الى مرحلة او نقطة اللاعودة.

وشخص علاوي مسارين للعملية السياسية الحالية للخروج من الازمة؛ هما تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية مع برنامج لا يعتمد على إثارة الخلاف والانشقاقات، ومن ثم القضاء على المسببات ومنها الارهاب والطائفية والجهوية ووجود المظاهر المسلحة غير النظامية وهيمنة ثقافة العنف والانتقام والثأر العشوائي وغياب القدرات الامنية والعسكرية والقضائية ذات الولاء للشعب والوطن. مبينا أن محاور مباحثات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تتركز بالمشاركة في اقرار ووضع الآلية اللازمة المتمثلة باستثنائية المرحلة الحالية، نتيجة ما افرزته الانتخابات الماضية، وما رافقها من شروخات معروفة، أكدتها اللجنة الدولية، فضلا عن الاتفاق على برنامج موحد للحكومة ينحصر في مهمات الأمن والاقتصاد والخدمات. وقال «اننا نتحاور مع كل من له مصلحة في عمليات التحول السياسية في العراق، وكل من يؤمن بالعراق وبوحدته»، واصفا علاقة القائمة العراقية بالجيدة مع الغالبية، «لكن العلاقات شيء والتوافق على النهج السياسي شيء آخر، واستمرار الحوارات مسألة مهمة، فهي صحية وأساسية في العمل السياسي».

وراى رئيس الوزراء العراقي السابق أن غزو الكويت من قبل نظام صدام حسين قد أثر بشكل واضح وكبير على الموقف الاقليمي وآثاره التي لا تزال مخيمة على طبيعة العلاقات بشكل واضح. وقال ان تلك العلاقات تسير ببطء شديد رغم المحاولات الجادة، وخصوصا مبادرته التي أثمرت عن اجتماعات شرم الشيخ، وطالب باتخاذ نقلة نوعية من أجل تحفيزها، «إذ تحتاج في الوقت الراهن الى عملية تحريك، لكي تمارس الدول الاقليمية وخاصة العربية دورا اكبر في إبعاد الخطر الذي بات يهدد المنطقة بقوة»، وناشد ان يتحمل مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد يومي الاربعاء والخميس المقبلين في الخرطوم الى ان يتخذ القرارات المناسبة بالشأن العراقي ودعم استقراره في المرحلة الراهنة والإسهام في تطوره.

وكشف علاوي عن عدم وجود ما يعكر علاقته مع الجانب الايراني الذي تثبته اللقاءات المتكررة مع السفير الايراني في العراق، ونيته القيام بزيارة الى ايران بدعوة من الجانب الايراني، مبينا عدم تحفظه على الحوار الاميركي ـ الايراني، لكنه شدد على ضرورة ان يكون العراقيون الطرف الرئيسي في الحوار، فضلا عن مشاركة دول المنطقة العربية على وجه التحديد، والإسلامية ايضا، خاصة دول الجوار؛ في اشارة الى تركيا وايران، مؤكدا ان استقرار العراق والمنطقة لم يعد شأنا أميركيا وإيرانيا فحسب، وانما هو شأن يهم جميع دول المنطقة بما فيها العراق وشعبه.