الجزائر: وثيقة أمنية تكشف سعي«السلفية» إلى تجنيد مفرج عنهم حديثا ضمن صفوفها

TT

كشفت وثيقة وزعتها المديرية العامة للأمن الجزائري على محافظات شرطة العاصمة، عن «تعليمات» أصدرها القائد العام لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، إلى قادة تنظيمات مسلحة صغيرة تأمرهم بـ«انتقاء إرهابيين جدد، من فئة المعفى عنهم»، في إشارة إلى مساجين مدانين في قضايا إرهاب استفادوا من عفو منذ أيام قليلة. وورد في الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن زعيم الجماعة السلفية يدعو المسلحين التابعين له إلى السعي لدى إخوة الإرهابيين، الذين قتلتهم قوات الأمن لتجنيدهم في صفوف الجماعة، كما طلب منهم البحث عن «أشخاص غير معروفين لدى مصالح الأمن لتنفيذ أعمال إجرامية، وتفجير أهداف معينة باستعمال أجهزة التحكم عن بعد»، وتتحدث الوثيقة عن «أمر بسلب أموال الناس وابتزازهم»، وأفادت بأن القائد العام أبو مصعب عبد الودود، يعول كثيرا على جماعة إرهابية تعتبر أحد ركائز التنظيم المسلح. تدعى «سرية الحرة»، يقودها المسلح المعروف عبد الحميد سعداوي المدعو يحيى أبو الهيثم وقائد المنطقة الثانية التي تضم العاصمة وضواحيها الشرقية. وكان أبو الهيثم أحد المرشحين لخلافة مصطفى أبو إبراهيم، على رأس التنظيم، بعد مقتله في صيف 2004، لكن القيادة عادت في النهاية إلى دروكدال.وذكرت وثيقة مديرية الأمن أن «رية الحرة»، تشرف على ثلاث مجموعات صغيرة، إحداها في وسط العاصمة، يقودها شخص يكنى «جولابيب»، وأخرى بشرق العاصمة تحت زعامة إرهابي يدعى عمر الغريب، وثالثة بغرب العاصمة بقيادة «أبو هريرة». وكشفت تحريات مصالح الأمن المتخصصة في محاربة الإرهاب، أن يحيى أبو الهيثم، قسم المجموعات الثلاث في شكل «زمر»، كل زمرة تتألف من ثلاثة إرهابيين. وأضافت الوثيقة حول تنظيم السرية والزمر: «لقد أعطى القائد العام أوامر للإرهابيين بالانتقال إلى منطقة خميس الخشنة (25 كلم شرق العاصمة)، بعد كل عملية إجرامية، والالتحاق بكتيبة جند الأهوال بقيادة أبو خالد».

وتسرد الوثيقة أسماء الإرهابيين، الذين يشكلون «سرية الحرة»، وتواريخ مواليدهم والمناطق التي يتحدرون منها، واتضح أن أعمارهم تتراوح بين 28 و41 سنة· وتذكر مصادر أمنية وفق شهادات «تائبين» أن «السلفية»، تراهن في الظرف الحالي على إقناع المساجين المفرج عنهم في إطار المصالحة، بالالتحاق بها لتعزيز صفوفها وتعويض عدد كبير من المسلحين، بعضهم طلق الإرهاب، وآخرون قتلوا على أيدي قوات الأمن. وتابعت المصادر: «حرصا على غلق هذا الباب على التنظيم الإرهابي، قامت مصالح الأمن بعمل تحسيسي في أوساط المساجين، الذين تشك في ميلهم إلى الالتحاق بالجماعة قبل الإفراج عنهم، لتحذيرهم من مغبة الإقدام على هذه الخطوة».