أوكرانيا: يانوكوفيتش يسعى للثأر من نجوم « الثورة البرتقالية

استطلاعات الرأي تؤكد تقدمه

TT

الانتخابات البرلمانية الاوكرانية التي جرت امس شارك فيها ممثلو ما يقرب من خمسة واربعين حزبا وحركة سياسية للفوز بمقاعد مجلس الرادا (البرلمان) وعددها 450 مقعدا. وينص الدستور الاوكراني على تحديد النسبة الادنى للفوز في هذه الانتخابات بـ 3% من اصوات الناخبين المشاركين في عملية التصويت، وليس من حساب العدد الاجمالي للناخبين المسجلين وهو ما يقرب من 37 مليون ناخب.

وقد كشفت الحملات الانتخابية وعملية استطلاعات الرأي قبيل اجراء هذه الانتخابات عن انحسار شعبية نجوم «الثورة البرتقالية». وكانت استطلاعات الرأي قد اشارت في وقت سابق عن تقدم حزب «الاقاليم» بزعامة فيكتور يانوكوفيتش رئيس الحكومة الاسبق الذي سبق وخسر انتخابات الجولة الثانية تحت ضغط انتصار «الثورة البرتقالية» في ديسمبر (كانون الاول) 2004 بنسبة تزيد عن 30% من اصوات المشاركين في هذه الاستطلاعات. ولم تكن النسبة التي حصل عليها حزب الرئيس الحالي فيكتور يوشينكو «اوكرانيا وطننا» تزيد عن 22% في الوقت الذي بلغ فيه عدد المؤيدين لرئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو التي وقفت وراء فوز يوشينكو بالرئاسة في الانتخابات الماضية، ما يقرب من 17%. وقالت الارقام ايضا باحتمالات فوز الحزب الاشتراكي بنسبة 6 ـ 8% مقابل 6% للشيوعيين بينما حصل تحالف فيكتور ليتفين ـ رئيس مجلس الرادا على 3 ـ 4% و«تحالف بيترينكو» على نسبة مماثلة. وتقول المصادر باحتمالات عودة تحالف قطبي الثورة البرتقالية يوشينكو وتيموشينكو في محاولة للحيلولة من دون فوز يانوكوفيتش غريمهما منذ الانتخابات الماضية وزعيم حزب الاقاليم باحقية تشكيل الحكومة بالتحالف مع آخرين من امثال تحالف «المعارضة الشعبية» بزعامة ناتاليا بيترينكو او الحزب الاشتراكي بزعامة الكسندر موروز، او «الحزب الشيوعي» او مع كل هذه التحالفات مجتمعة في وقت تحولت فيه اوكرانيا دستوريا من جمهورية رئاسية ـ برلمانية الى جمهورية برلمانية ـ رئاسية. وتظل الخلافات بين الغرماء قائمة حيث لم يخف يانوكوفيتش توجهاته الرامية الى توطيد التعاون مع روسيا والبقاء ضمن الفضاء الاقتصادي الموحد مع عدد من بلدان الكومنولث، في توقيت يظل فيه يوشينكو وتيموشينكو من انصار الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والناتو. واذا كان هناك من يقف على مقربة مثل فيكتور ليتفينوف رئيس مجلس الرادا الحالي تحسبا للمفاجآت، فان هناك من يقول ان تحالف ليتفينوف يبدو على استعداد اكثر للانضمام الى تيموشينكو والاشتراكيين تحت شعارات معتدلة لا تستبعد روسيا من قائمة الاصدقاء. ومن المقرر دستوريا ان يتقدم التحالف الفائز بـ 226 مقعدا اى ما يعادل نصف مقاعد مجلس «الرادا» + 1 الى الرئيس بمرشحه لرئاسة الحكومة في غضون شهر من تاريخ الاعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات اي في موعد اقصاه الخامس عشر من مايو (ايار) المقبل. ومن المقرر ان تعلن اللجنة المركزية للانتخابات عن النتيجة النهائية في موعد اقصاه العاشر من ابريل (نيسان) المقبل. وفي حال تعذر تقدم الائتلاف الفائز باسم مرشحه يكون من حق رئيس الجمهورية الاعلان عن حل المجلس والاعلان عن انتخابات جديدة. وتقول المؤشرات بان «معركة» الفوز باحقية تشكيل الحكومة قد تحتدم ثانية بين رئيسيها السابقين اي بين فيكتور يانوكوفيتش زعيم حزب «الاقاليم» الذي ترأس الحكومة حتى ديسمبر 2004، ويوليا تيموشينكو التي يحمل اسمها تحالف القوى المؤيدة لها اي «تحالف تيموشينكو» والتي خلفته في رئاستها بعد انتصار «الثورة البرتقالية».