كابل: القضاء يطلب إجراء المزيد من الفحوص حول الوضع النفسي لمعتنق المسيحية الأفغاني

البابا يعبر عن «التضامن» مع المسيحيين «المضطهدين بسبب إيمانهم»

TT

طالب القاضي المسؤول عن قضية الافغاني عبد الرحمن، 41 عاما، الذي اعتنق المسيحية بإجراء المزيد من الفحوص حول حالته العقلية الحالية.

وفي تصريح لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أمس، قال القاضي أنصار الله مولاي زاده إنه لن يكون ممكنا إصدار حكم قانوني قبل نهاية هذه الفحوص، موضحا أن عائلة عبد الرحمن أكدت خضوعه للعلاج النفسي في باكستان، علاوة على اعتراف المدعى عليه نفسه أمام المحكمة بأنه يعاني من مشكلة نفسية تتمثل في سماعه بعض الاصوات.

وكان الادعاء العام قد أعلن سابقا أن عبد الرحمن في حالة عقلية سليمة، وقادر على التمييز. وطالب بتوقيع عقوبة الإعدام في حقه وفقا لأحكام الشريعة التي تعد أساسا للنظام القانوني في أفغانستان.

وفي الوقت نفسه، أكد القاضي أن الحكومة الأفغانية لم تمارس عليه «حتى الآن» أي نوع من الضغط.

وكانت الضغوط التي تمارسها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي على الحكومة الافغانية لانقاذ حياة عبد الرحمن قد تصاعدت بشكل متزايد خلال الايام الماضية حيث تدخلت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل شخصيا في الموضوع عبر اتصال هاتفي أجرته مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي نقلت له خلاله قلقها بشأن هذه القضية.

وعبر البابا بنديكتوس السادس عشر خلال صلاة امس عن التضامن «مع المسيحيين المضطهدين بسبب ايمانهم» والذين يعيشون في بلاد «حيث الحرية الدينية معدومة».

وجاء كلام البابا غداة الكشف عن تدخل من الفاتيكان لدى الرئيس الافغاني كرزاي لطلب العفو عن افغاني موقوف في افغانستان ومعرض لعقوبة الإعدام لانه اعتنق المسيحية. وقال البابا ان الكنيسة «قريبة من جميع المسيحيين الذين يعانون من الاضطهاد بسبب ايمانهم»، مشيرا الى «تضحيات الذين قتلوا». واضاف ان «افكاري تتجه بشكل خاص الى المجتمعات في بلاد حيث الحرية معدومة او هي موجودة على الورق، فانها تتعرض لقيود عديدة». وتوجه الى هؤلاء بـ«التشجيع الحار من اجل الصمود في الصبر ومحبة المسيح»، معلنا «تضامنه القوي باسم الكنيسة جمعاء».

ونقلت وكالة انباء «انسا» الايطالية عن مصادر مطلعة، السبت، ان البابا وجه خلال الايام الاخيرة رسالة الى الرئيس الافغاني بواسطة وزير خارجيته الكاردينال انجيلو سودانو اشار فيها الى حقوق الانسان الواردة في مقدمة الدستور الافغاني وطلب العفو عن الافغاني المسيحي عبد الرحمن.

وأثارت قضية عبد الرحمن الذي تنص الشريعة على انزال عقوبة الاعدام فيه بتهمة الردة، ضجة كبيرة في الدول الغربية التي مارست ضغوطا واسعة على السلطات الافغانية.

وقال مسؤول أفغاني كبير رفض الكشف عن هويته، الجمعة، لوكالة الصحافة الفرنسية انه سيتم «الافراج قريبا» عن عبد الرحمن.

وتم اعتقال عبد الرحمن في فبراير (شباط) الماضي في كابل بعد أن رفعت أسرته شكوى ضده إلى الحكومة.