الرهينة البريطاني السابق في العراق: السلام لن يتحقق بالحرب

داعية السلام نورمان كيمبر رفض الحديث عن ظروف احتجازه بعد وصوله إلى لندن

TT

عاد أحد ناشطي السلام البريطانيين إلى مدينته لندن أول من أمس، بعد أن قضى أشهرا من الاحتجاز في العراق، وقال إنه بحاجة إلى وقت كي يفكر فيما إذا كان قراره الذهاب إلى بغداد «متهورا أم عقلانيا». وكان نورمان كيمبر، 74 سنة، قد أصبح منذ ظهوره في الفيديو عنوانا للتذكير في بريطانيا بخسائر الحرب في العراق. وفي مطار هيثرو اللندني قال للمراسلين الصحافيين وهو يمسك بيد زوجته «أنا لا أؤمن بإمكانية تحقيق سلام دائم بواسطة القوة المسلحة، لكنني احييهم على شجاعتهم وأشكر أولئك الذين لعبوا دورا في إنقاذي.. إنهم الأناس العاديون في العراق الذين يجب أن تتكلموا معهم، فهم الذين عانوا كثيرا عبر سنوات كثيرة، وهم الذين ما زالوا ينتظرون تحقق مجتمع مستقر وعادل جدير بهم».

ويبدو أن عدم اعتراف كيمبر بشكل كاف بالجهود التي بذلت لإنقاذه، أدت إلى انزعاج المسؤولين العسكريين. وكان الجنرال مايك جاكسون، قائد الجيش البريطاني في العراق، قد قال يوم الخميس الماضي «أنا حزين قليلا من عدم وجود قدر من العرفان بالجميل للجنود الذين عرضوا حياتهم للخطر».

وحينما سئل جاكسون الذي تحدث على القناة الرابعة البريطانية فيما إذا كان يعني أن كيمبر لم يوجه شكرا لهم. أجاب: «أتمنى أن يكون قد قال ذلك وأنني لم أسمعه». وكان كيمبر وكنديان آخران هما هارميت سنغ سودن، 32 سنة، وجيمس لوني، 41 سنة، قد اختطفوا في نوفمبر(تشرين الثاني) وتم إنقاذهم على يد قوات بريطانية خاصة مع وحدات أميركية يوم الخميس الماضي.

لكن توماس فوكس، العضو الأميركي الرابع في فريقهم، والبالغ الرابعة والخمسين من العمر، قد عثر عليه مقتولا خلال هذا الشهر في أحد شوارع بغداد، حيث كانت يداه مربوطتين. ويظل السؤال عن قتل فوكس لوحده لغزا حتى أول من أمس. وقال كيمبر إنه غير مستعد بعد لمناقشة التفاصيل المتعلقة بفترة احتجازه التي استمرت أربعة أشهر. وكانت القوات الخاصة والمفاوضون بخصوص الرهائن وضباط المخابرات المعنيون من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والعراق، قد تعقبوا خيوطا توصلهم إلى مناطق المتمردين لمعرفة مكان كيمبر والآخرين. وأصبح الاختطاف في العراق مشكلة متنامية، حيث يتم اختطاف العراقيين والأجانب من الشوارع. وما زالت الصحافية الأميركية جيل كارول مفقودة حتى الآن.

وأخبر بعض المسؤولين العسكريين الكبار الصحافيين أن فريقا من القوات الخاصة قام بمداهمة مبنى وعثر هناك على الرهائن بدون حراسة، وكانوا جالسين على الأرض، حيث شدت أياديهم. وتم إطلاق سراح المحتجزين بدون إطلاق رصاصة واحدة.

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد العملية «أنا أود أن أقول كم أنني أشعر بالبهجة لتحريره، وعلي أن أعبر عن امتناني للشجاعة الفائقة والالتزام الكامل الذي أبدته القوات البريطانية والأميركية والعراقية والكندية وقوات أخرى شاركت في العملية».

وحينما سئل حول ما يريد قوله للآخرين الذين يريدون أن يذهبوا إلى العراق في مهام سلام، ردد بلير «أظن أن على الأشخاص أن يقبلوا بنصيحة وزارة الخارجية، هذا هو الشيء المعقول الذي يجب أن يقوموا به». وينصح مكتب وزارة الخارجية بقوة بعدم السفر إلى العراق.

ينتمي كيمبر إلى فرق صنع السلام المسيحية وإلى منظمة دولية هدفها في العراق، حسبما جاء عبر موقع انترنتي، هو تركيز الاهتمام على الإساءة التي تلحق بالمعتقلين العراقيين «والجهود لإنهاء الاحتلال والعسكرة في البلد». وناشطو السلام هؤلاء ذهبوا إلى أجزاء خطيرة من العراق بدون أي حماية لمساعدة عائلات المعتقلين العراقيين.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)