طالباني يلوح باللجوء إلى البرلمان لحل عقدة ترشيح الجعفري

أشار إلى «ضغوط داخلية وخارجية» للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة

TT

لوح الرئيس العراقي جلال طالباني امس بـ«الاحتكام» الى البرلمان لحل المشكلة القائمة بين الكتل السياسية الرئيسية حول تشكيل الحكومة الجديدة اذا ما تعقدت الامور، معربا عن أمله في ألا تطول الازمة الراهنة «أكثر من اسبوعين»، مشيرا الى «ضغوط داخلية وخارجية». وخلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، قال طالباني، ردا على سؤال بخصوص تشكيل الحكومة، «عندما يتعقد الامر سنحتكم الى البرلمان، وهو الذي يحل المشاكل العراقية»، مؤكدا ان البرلمان يعتبر الحد الفاصل للنظر فيها.

وجدد الرئيس العراقي موقف التحالف الكردستاني والكتل البرلمانية الرئيسية الاخرى، الرافض لبقاء رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري المرشح عن الائتلاف العراقي الموحد في منصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة. وقال «تربطنا علاقة جيدة مع حزب الدعوة (الذي يتزعمه الجعفري)، تمتد لاكثر من ربع قرن وكذلك مع الاخوة العرب الشيعة»، واضاف «لقد اكدنا ان الموقف من الجعفري ليس موقفا من حزب الدعوة او الائتلاف الموحد ولا من الشيعة نحن ملتزمون بالتحالف الاستراتيجي مع الائتلاف والدعوة».

واشار طالباني الى ان الائتلاف العراقي الموحد «لم يتوصل حتى الان الى رد مكتوب او شفوي، على اعتراضات القوائم البرلمانية على ترشيح الجعفري»، كما اوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وعن الزيارة المشتركة التي قامت بها الى بغداد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو، قال طالباني ان الهدف الاساسي منها «تشجيع الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد»، مشيرا الى ان الوزيرين عبرا عن احترامهما للقرار العراقي وارادة العراقيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع اطياف الشعب العراقي وتستطيع تحقيق التقدم والازدهار للعراق.

وردا على سؤال حول الفترة المتوقعة لتشكيل الحكومة، قال طالباني «لا استطيع تحديد يوم معين الا ان الاجتماعات بين الكتل البرلمانية مستمرة وتجري بشكل يومي وسريع، وهناك ضغوط من الشعب والاحزاب ومن قوى في المنطقة ومن العالم الخارجي. اتمنى الا يطول ذلك اكثر من اسبوعين».

وعبر الرئيس العراقي عن سروره وتفاؤله بما وصلت اليه المفاوضات بين الكتل السياسية، تمهيدا لتشكيل الحكومة قائلا: «انا مسرور كثيرا ومتفائل بنتيجة ومغزى الاتفاقات التي حصلت بين القوى السياسية، وذلك لان هذه القوى المختلفة في الايديولوجية وفي التركيبة الطائفية والقومية، كانت كلها حريصة حرصا شديدا على التوصل الى نتائج مشتركة وتقديم التنازلات المتقابلة والوصول الى حلول وسطية في هذه المفاوضات».

يشار الى ان الكتل البرلمانية انجزت حتى الان تركيبة مجلس الأمن الوطني وصلاحياته والبرنامج السياسي للحكومة المقبلة واللجنة الوزراية للأمن الوطني وتشكيلتها وصلاحياتها. لكن العقبة الاساسية تبقى الاتفاق على رئيس للوزراء، بالاضافة الى منصبي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.

في غضون ذلك اعلن الشيخ ضياء الدين الفياض، عضو مجلس النواب عن لائحة الائتلاف العراقي الموحد امس، «ان الائتلاف سيحسم موقفه بشأن قضية رئيس الوزراء خلال اليومين المقبلين».

وقال الفياض، في تصريح اوردته الوكالة الوطنية العراقية للأنباء (نينا)، ان «كتلة الائتلاف قطعت شوطا كبيرا في مباحثاتها وسيتم انهاء الجدل الدائر حول رئاسة الوزراء خلال الساعات المقبلة». وأضاف «ان المباحثات الجارية مع الكتل الاخرى، اذا لم تفلح فهناك مرشحون اخرون سيتم التوافق عليهم».

واشار الى ان هناك مرشحين في داخل الائتلاف مستقلين ومن الاحزاب المنضوية تحت لواء الائتلاف، وان عادل عبد المهدي ابرز المرشحين لهذا المنصب، في حال عدم التوصل الى حل مع الكتل السياسية. ونظم انصار الجعفري في مدينة مدينة الصدر ببغداد مسيرة سلمية صباح امس الثلاثاء، ضمت بضع مئات من طلبة الجامعات وذلك لتأكيد تأييدهم لتولي الجعفري منصب رئيس الوزراء.

وطالب المتظاهرون كتلة الائتلاف العراقي الموحد بموقف «اكثر قوة»، دعما للجعفري، حسبما اوردت وكالة (اصوات العراق) المستقلة.