إسرائيل تقتل فلسطينيين بقصف مدفعي وتغير بطائرات «إف16» على مطار الرئاسة بغزة

حركات المقاومة تقلل من أهمية التهديدات الإسرائيلية بشن حملة «السهم الجنوبي»

TT

واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفها المدفعي لشمال قطاع غزة الامر الذي اسفر عن مقتل فلسطينيين واصابة عدد اخر، بينما قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية من طراز «اف 16» ظهر امس، مهبط الطائرات التابع للرئاسة الفلسطينية في مدينة غزة، الأمر الذي ادى الى الحاق اضرار كبيرة بالمهبط واصابة شخصين بجراح.

وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية وشهود عيان بأن فلسطينيين قتلا وأصيب ثمانية آخرون على الاقل في قصف للمدفعية الاسرائيلية على عزبة فدعوس ومنطقة السيفة في شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد ظهر امس.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى «كمال عدوان» شمال قطاع غزة وصول قتيل على الاقل وعدد كبير من الاصابات إثر القصف الاسرائيلي المدفعي للمنازل وللمنطقة السكنية في منطقة السيفة.

والقتيلان هما عبد الله دعابسة، 35 عاماً، وهو مزارع يعمل في المنطقة، وخالد أبو شماس الذي عثر على جثته داخل المنزل الذي قصفته المدفعية الاسرائيلية.

واطلقت طائراتا «اف 16» في الساعة الواحدة والنصف ظهراً حسب توقيت المحلي، صاروخين على المهبط الذي يقع في حي الرمال الجنوبي، الى الشمال من «المنتدى»، مقر الرئاسة. واحدثت عملية القصف حفرتين كبيرتين بعمق ثلاثة امتار وعرض خمسة امتار. واحدث القصف اضرارا في المنازل المجاورة.

يذكر أن هذا المهبط ظل غير مستخدم منذ أن غادر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات القطاع الى رام الله في ديسمبر 2001 وارغم على البقاء في مقر المقاطعة هناك بسبب الحصار الاسرائيلي، حتى وفاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004. وكان المهبط يستخدم لهبوط الطائرات التي كانت تقل عرفات والشخصيات الكبيرة التي كانت تزور مناطق السلطة. ونتيجة لتدميره ومنع تحليق الطائرات الفلسطينية واغلاق مطار غزة، فان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) يستخدم السيارة في تنقلاته بين الضفة والقطاع. وجاءت عملية القصف في ظل مواصلة المدفعية الاسرائيلية المتمركزة عند خط التماس بين قطاع غزة واسرائيل بقصف المناطق الزراعية في شرق وشمال شرقي قطاع غزة. فمنذ ساعات الفجر الأولى استيقظ المواطنون في قطاع غزة على صوت القذائف التي كانت تسقط بمعدل قذيفة كل ثلاث دقائق. ورغم أن جيش الاحتلال يتعمد قصف المناطق الخالية، الا أن حالة من الرعب والخوف تسود اوساط الفلسطينيين في مدينة غزة وشمال القطاع.

الى ذلك أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي امس مسؤوليتها عن قصف مدينة المجدل الإسرائيلية بخمسة صواريخ محلية الصنع من نوع »قدس3». وفي بيان تلقت « الشرق الاوسط « نسخة منه، اكدت السرايا أن القصف جاء «ردا على جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني». يذكر أن السرايا اعلنت مسؤوليتها في وقت لاحق عن اطلاق صاروخ «غراد» روسي الصنع، وهي الخطوة التي اعتبرتها اسرائيل بأنها «التطور الأمني الاخطر منذ عام 1967».

وقللت حركات المقاومة من اهمية التهديدات الاسرائيلية بشن حملة «السهم الجنوبي» العسكرية في قطاع غزة، رداً على اطلاق الصواريخ. وقال خالد البطش احد قادة حركة الجهاد الاسلامي، إن التهديد بشن الحملة يأتي في سياق مخطط قديم حديث تسعى حكومة أولمرت لتنفيذه على الأرض من أجل تدمير كل سبل الحياة الهادئة للفلسطينيين. واضاف في تصريحات للصحافيين «هذه التهديدات لن ترهبنا وفصائل المقاومة قادرة على تحمل مسؤولياتها والرد على أي عدوان صهيوني، السهم الجنوبي سيخترق صدر المجرمين أولمرت و(وزير الدفاع شاؤول) موفاز على أيدي مقاومتنا الباسلة». وحذر ابو الوليد القيادي في كتائب شهداء الاقصىالتابعة لحركة فتح جيش الاحتلال من ارتكاب «أي حماقة بحق الفلسطينيين»، مشدداً على ان حركات المقاومة سترد «في قلب الكيان الصهيوني بواسطة الصواريخ والعبوات ناسفة والاستشهاديين والأحزمة الناسفة والرصاص». اما ابو مجاهد الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية فقد هدد بالرد بقوة على أي تحرك عسكري اسرائيل. وقال «فاض الكيل من هذا العدو المجرم، ونحن لا يمكننا أن نصبر على اعتداءاته المتكررة بحق أبنائنا، سنصعد عملياتنا وسنوجه صواريخنا إلى كل مكان تطاله أيدي مجاهدينا، لن يثنينا لا سهم جنوبي ولا سهم شمالي عن الوصول إلى أهدافنا، وسيعلم مجرمو الاحتلال من هم أبناء المقاومة الفلسطينية».