إيران تواصل استعراضاتها العسكرية وتختبر صاروخ «كوثر» وطائرة مائية حديثة

واشنطن تعتبر أن طهران لا تريد طمأنة المجتمع الدولي

TT

واصلت ايران استعراضاتها العسكرية أمس وأكدت عزمها على الاستمرار بتطوير برنامجها النووي على رغم دعوات الأمم المتحدة بتعليق هذا النشاط. واعلن التلفزيون الرسمي الايراني أمس عن «اطلاق صاروخ كوثر المضاد للسفن المتوسط المدى والمتطور جداً بنجاح»، بعد الاعلان عن «تجربة ناجحة لطائرة مائية حديثة جداًَ». واوضح التلفزيون الرسمي ان الصاروخ ارض ـ بحر «كوثر» الذي تمت تجربته أمس «له قدرة على مكافحة انظمة التصدي الالكترونية ولا يمكن حرفه عن مساره بأي جهاز كان». اما الطائرة المائية التي اختبرت أمس ايضاً، فأوضح الناطق باسم القوات الايرانية انه «لا يمكن رصدها على الرادارات» وعرض التلفزيون صوراً لطائرة صغيرة الحجم بطيار واحد تطير على ارتفاع منخفض فوق سطح الماء ويمكن استخدامها كقنبلة طائرة لتنفيذ عملية انتحارية على سفينة. وكانت ايران جربت الاحد الطوربيد «هوت» الذي وصفته بأنه «صاروخ تحت الماء»، وذلك بعد تأكيدها الجمعة الماضي مع بدء مناورات «الرسول الاعظم» عن تجربة صاروخ متعدد الرؤوس. وكشفت صحيفة ازفستيا الروسية أمس ان هذا الطوربيد يشبه الى حد بعيد صاروخاً فائق القوة من صنع روسي هو الطوربيد «شكفال في أي 111». وطرحت ازفستيا احتمال أن تكون ايران قد حصلت على هذا الطوربيد من الصين التي اشترت عدداً منه في منتصف التسعينات. الا ان الناطق باسم المناورات العسكرية الايرانية محمد ابراهيم دهقاني صرح بأن الطوربيد الايراني «طوره خبراء محليون وبات في مرحلة الانتاج الصناعي».

ولم تتمكن وزارة الدفاع على الفور من اعطاء تفاصيل عن «الزورق الطائر» الذي عرض على شاشات التلفزيون غير أنها قالت لوكالة رويترز انه ليس نوعاً من الحوامات. وكانت البحرية الايرانية تمتلك واحداً من أكبر أساطيل الحوامات في العالم قبل الثورة الاسلامية عام 1979. ويقول خبراء عسكريون ان نحو عشرة في المائة فقط من تلك الطائرات لا يزال في الخدمة. وقال التلفزيون الرسمي الايراني امس: «تم بنجاح اختبار زورق طائر حديث للغاية في اطار مناورات «الرسول الاعظم» في مياه الخليج الفارسي». وأضاف: «بسبب التصميم المتطور لهيكله الخارجي، لا يمكن لأي رادار في البحر أو في الجو أن يحدد موقعه، ويمكنه الاقلاع من المياه وتم تصنيعه محلياً بالكامل ويمكنه اطلاق صواريخ تصيب أهدافها بدقة بالغة خلال تحركها».

وقال الحرس الثوري الايراني أول من أمس انه اختبر طوربيداً وانه يجري انتاجه على نطاق واسع في ايران. ونادراً ما تورد ايران تفاصيل عن عتادها العسكري بصورة تتيح للمحللين تحديد ما اذا كانت تحرز تقدماً حقيقياً أم انها توجه دعاية مضادة في مواجهة الضغوط المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وعلى الرغم من أن ايران يمكنها الاعتماد على قوة بشرية كبيرة الا أن تكنولوجيتها البحرية والجوية تعتبر على نطاق واسع متقادمة. وقالت الولايات المتحدة ان من المحتمل ان تكون ايران قد انتجت صاروخاً قادراً على تجنب الرادار والموجات الصوتية، كما ذكرت طهران، لكنها قالت ان الجمهورية الاسلامية لديها ميل لـ«التفاخر والمبالغة».

وفي موازاة هذه المناورات، اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان بلاده لا تعتزم الامتثال لمطالب مجلس الامن الدولي بشأن برنامجها النووي موضع الجدل. وصرح متقي أمس بأن: «الجمهورية الاسلامية بدأت نشاطاتها السلمية للحصول على حقها الطبيعي المنصوص عليه في معاهدة الحد من الانتشار النووي وستستمر هذه النشاطات تحت اشراف الوكالة» الدولية للطاقة الذرية. وتأتي تصريحات الوزير الايراني بعدما أمهل مجلس الأمن الدولي ايران ثلاثين يوماً لتعليق نشاطاتها الحساسة والمتعلقة بتخصيب اليورانيوم. ودان متقي احالة ملف ايران النووي الى مجلس الامن معتبرا انه قرار «سياسي يظهر للاسف ان منطق الهيمنة طغى على منطق العقل». وفيما تؤكد ايران «حقها» في القيام بنشاطات لتخصيب اليورانيوم لغرض البحث العلمي، تطالبها الولايات المتحدة وحلفاؤها بوقف هذه النشاطات للاشتباه بسعيها لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج سلمي.

وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الدولتين الأكثر معارضة للبرنامج النووي الايراني، اعلنتا بأنهما لا تخططان لعمل عسكري ضد ايران في الوقت الراهن، قال رئيس الحرس الجمهوري الايراني يحيى رحيم صفوي ان بلاده الآن «قادرة على مواجهة أي غزو من دولة غير اقليمية»، بعد استعراضات عسكرية واسعة أمس.

ومن جهتها، عبرت واشنطن عن قلقها من المناورات العسكرية الايرانية، واعلن الناطق باسم خارجيتها آدم ايرلي ان الولايات المتحدة «يقلقها» اعلان ايران اختبار طوربيد قوي، لكنه شدد على ان لا فائدة من التفاوض مع طهران مباشرة لتخفيف التوتر. وقال الناطق خلال مؤتمر صحافي مساء اول من امس ان «اختبار صاروخ واعلان اختبار طوربيد مزود بقدرات جديدة خلال ثلاثة ايام يظهر وجود برنامج للتعزيز العسكري لدى ايران التي لا تقوم بأي شيء يطمئن جيرانها او المجتمع الدولي». واضاف ايرلي ان «الامر بالتأكيد مدعاة للقلق»، مشيراً الى ان واشنطن تواصل مع ذلك تفضيل الخيار الدبلوماسي على توجيه ضربات عسكرية ضد ايران. وقال ايرلي «إننا عازمون على ايجاد حل دبلوماسي لاننا نعتقد ان حلاً دبلوماسياً يمكن ان ينجح».

واعتبر مسؤول في الخارجية الاميركية طلب عدم الافصاح عن هويته «انه عرض قوة يهدف الى تخويف» المجتمع الدولي. واضاف لوكالة الصحافة الفرنسية «ان هذا الموقف يدل على طابع نظام» الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. واكد ايرلي ان الولايات المتحدة لا ترى اي فائدة من اجراء مفاوضات مباشرة مع طهران لحلحلة الوضع كما تطالب المانيا بصورة شبه رسمية. وعلق الناطق: «اذا كنا في النقطة الصفر، فالسبب ليس عدم مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات». واردف قائلاً: «السبب هو تجاهل ايران للمجتمع الدولي ورفضها العروض الاوروبية واقتراحات روسيا، لكي تواصل، بتصميم كبير كما يبدو، تطوير سلاح نووي». وبحسب المسؤول الاميركي الكبير، فان ايا من دول الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا) لم تطلب من واشنطن بدء مفاوضات مباشرة مع ايران الدولة التي لا تقيم معها الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية منذ ربع قرن. وقال: «لم ار اي الماني يقول علنا ان على الولايات المتحدة ان تتحدث معهم». ومن جهة اخرى، اعلنت واشنطن ان ايران رفضت المساعدة التي عرضتها لضحايا الزلزال الاخير.

واتصل السفير الايراني في الامم المتحدة جواد ظريف السبت بمساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولا بيرنز هاتفياً رداً على اتصال بيرنز به، كما قال ايرلي. واضاف «لقد تلا رد الحكومة الايرانية قائلاً انه يثمن كثيراً العرض والتعازي، لكنه ليس بحاجة لمساعدتنا في الوقت الحاضر».