تجديد حبس رئيس حزب الوفد المعزول بمصر و14 آخرين 45 يوما

ابنة جمعة: والدي مستعد لاعتزال الحياة السياسية والهجرة خارج البلاد

TT

جددت محكمة جنح الدقي بمحافظة الجيزة المصرية أمس حبس رئيس حزب الوفد المعزول نعمان جمعة و14 آخرين لمدة 45 يوما على ذمة التحقيق في واقعة اقتحام مقر الحزب السبت الماضي مما أدى الى اصابة 23 شخصا بطلقات نارية. وناشدت الدكتورة ايمان جمعة، ابنة زعيم الوفد المفصول، الرئيس مبارك التدخل لإطلاق سراح والدها، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» استعداد والدها لاعتزال الحياة السياسة وحتى الهجرة خارج البلاد.

ورفض شريف إسماعيل قاضي المعارضات طلب جمعة المتهم باقتحام مقر حزب الوفد هو وناصر ونجله ونحو مائة مسلح بالإفراج عنهم بأية ضمانات، وقدم فريد الديب محامي نعمان جمعة شهادة طبية تفيد بمروره بأزمة صحية حادة وإيداعه المستشفى بناء على طلب طبيبه، فيما أيدت المحكمة الادعاء في طلب استمرار حبس جمعة والمتهمين.

وقال فريد الديب محامي جمعة إن موكله لا يزال الرئيس الشرعي للحزب ومن غير المعقول أن يقوم صاحب المكان وهو أستاذ في القانون بأعمال بلطجة وإطلاق نيران خاصة أن معه قرار النائب العام بتمكينه من دخول مقر الحزب. مشيرا الى رفض المحكمة الدعاوي المقامة من خصومة.

وأوضح أن جمعة ومن معه دخلوا مقر الحزب صبيحة السبت من دون أي اعتراض وبعد ذلك بأربع ساعات تعرضوا لهجوم حاد من خصومهم وتحطيم اسوار المقر، واتهم الديب خصوم نعمان بارتكاب كل الجرائم المنسوبة إليه.

كما ترافع احمد ناصر العضو البرلماني عن نفسه مع بعض المحامين، مؤكدا أنه دخل مقر الحزب بصفته سكرتيرا عاما يرافقه جمعة وقيادات الحزب في الثامنة من صباح السبت وأن جماعة اباظة قاموا منذ الساعة 12 إلى الساعة 5 مساء بتحطيم الاسوار كما قاموا بالقاء قنابل المولوتوف عليهم، وأكد ناصر للقاضي أنه اتصل بالأمن لاحتواء الموقف ولكنهم لم يفعلوا شيئا.

وصرح جمعة للصحافيين بعد تجديد حبسه بأنه هو الذي أعاد الحزب للحياة السياسية مع فؤاد سراج الدين منذ 29 عاما وكان ذراعه الأيمن وأنه لم يلجأ للعنف على الإطلاق وأنه دخل الحزب مع عدد من قياداته بدون أي اقتحام، واتهم منير فخري ومحمود أباظة بالمسؤولية الكاملة عما حدث السبت الماضي.

ولقي قرار تجديد الحبس ارتياحا كبيرا لدى القائمين على الحزب والجريدة والصحافيين الذين حضروا من الصباح الباكر أمام مقر محكمة جنح الدقي بمنطقة «الكيت كات» في وقفة سلمية احتجاجا على ممارسات نعمان جمعة وتحسبا لعدم صدور قرار بتجديد حبسة.

وفي نهاية جلسة المحكمة تم ترحيل المتهمين إلى سجن طرة عدا جمعة الذي أعيد إلى مستشفى المنيل الجامعي بناء على طلب طبيبه.

إلى ذلك لا يزال ثلاثة صحافيين واثنان من العمال يتلقون العلاج في مستشفى مصر الدولي فيما خرج باقي المصابين (18 مصابا) من المستشفيات المختلفة.

من جانبها ناشدت الدكتورة إيمان جمعة، ابنة الدكتور جمعة، الرئيس المصري حسني مبارك التدخل للتحقق من براءة والدها مما وصفته بالتهم الظالمة التي وجهت له، مؤكدة أن والدها على استعداد لاعتزال الحياة السياسية تماما بدلا من تعريض حياته للخطر خاصة وأنه مريض بالقلب.

وقالت «لغريب في هذه القضية أن المجني عليه في السجن والجناة خارج السجون».

وأوضحت إيمان جمعة أن والدها تعرض لمؤامرة وكمين رغم أنه كان يمارس الشرعية في دخول الحزب لممارسة عمله بينما كان الآخرون يكيدون له.

من جانبه قرر الدكتور محمد عبده، عضو الهيئة العليا ورئيس لجنة الوفد بالمحلة وأحد الموالين لجمعة، تجميد نشاطه الحزبي لعدم اعترافه بمن سيطروا على الأوضاع داخل الحزب، وأصدر بيانا قال فيه «ضاعت جهودنا سدى للحفاظ على قيم وتراث سعد والنحاس».

وفيما احتفت صحيفة «الوفد» الناطقة بلسان الحزب في عددها الصادر أمس بقرار لجنة الأحزاب الاعتراف بالطويل رئيسا للحزب، أصدر الحزب بيانا إلى الأمة أكد فيه أن ما جرى في مقر الحزب وحوله على أيدي رئيس الوفد السابق والمتورطين معه مجزرة دموية استهدفت الأرواح وإحراق وثائق واتلاف ممتلكات وتعطيل سير الأعمال وترويع الآمنين، وهي بذلك تخرج عن سياق كل خلاف سياسي بل تخرج عن سياق العمل السياسي بأكمله.