كمال الشاذلي: السادات كان يعتزم التنحي عن الحكم لنائبه مبارك

قبل أسبوع من اغتياله عام 1981

TT

كشف كمال الشاذلي، المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة في مصر، النقاب للمرة الأولى عن أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان يعتزم التنحي طواعية عن منصبه قبل أسبوع واحد من مقتله على أيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1981.

وقال الشاذلي، في مقابلة مع برنامج العاشرة مساء، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، إن السادات أبلغه بحضور كل من المهندس سليمان متولي وزير النقل والمواصلات الأسبق، ومحافظ المنوفية الراحل، أنه يعتزم التقاعد وترك منصبه كرئيس للبلاد بعد إتمام الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء، وفقا لمعاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية، التي أبرمها عام 1979 مع مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق برعاية أميركية.

وأوضح الشاذلي أن السادات الذي اعتقل في سبتمبر (أيلول) عام 1981، مجموعة من الشخصيات العامة وممثلي مختلف التيارات السياسية والوطنية، قال إن دافعه إلى ذلك هو وجود معلومات لديه حول اعتزام جهات خارجية، لم يحددها، إثارة القلاقل في مصر لعرقلة الانسحاب الاسرائيلي.

وأضاف الشاذلي، ان السادات أبلغنا أنه اعتقل هذه المجموعة حتى لا تتلكأ إسرائيل وتمتنع عن تنفيذ الانسحاب من شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل زكى نائبه (آنذاك) حسني مبارك لخلافته، على أساس أنه مفتاح النصر في حرب أكتوبر عام 1973 بالإضافة إلى قدرته على اتخاذ القرارات في اللحظة الحاسمة.

وأوضح الشاذلي، الذي يعتبره البعض أحد أبرز رجال الحرس القديم، في نظام حكم الرئيس حسني مبارك، أن هذه الواقعة وغيرها من الوقائع والأحداث التاريخية والسياسية المهمة، التي كان شاهدا عليها ومشاركا فيها ستتضمنها مذكراته الشخصية، التي بدأ في كتابتها بالفعل، وتتناول سنوات عمله السياسي والحزبي المثير للجدل.

لكن الشاذلي الذي قال انه انتهى بالفعل من الجزء الخاص بفترة عمله مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ويكتب حاليا الجزء الخاص بسلفه السادات، لم يحدد موعدا لبدء نشر هذه المذكرات، التي يعتقد أنها قد تثير جدلا إضافيا، حول الرجل الذي ما زال بحوزته الكثير من الأسرار حول فترة عمله العام والرسمي.

ورفض الشاذلي أن يكون هو شخصيا أحد المسؤولين عن الإحباط الذي ينتاب المصريين من جدوى إجراء أي إصلاحات سياسية حقيقية في البلاد، وكرر مواقفه المعروفة دفاعا عن عمله المتواصل على مدى 42 عاما في السياسة والبرلمان.