سعود الفيصل: مناورات إيران لا تهددنا.. ونبحث مع المؤسسات الدولية وضع الأسير السعودي في إسرائيل

أعرب عن أمله في تنظيم العلاقة السورية اللبنانية على أساس التكافؤ ودعا المسؤولين العراقيين لتحمل مسؤولياتهم

TT

رفض الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اعتبار المناورات العسكرية البحرية التي تقوم بها إيران بمثابة تهديد لبلاده، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقوم بها إيران بمثل هذه المناورات. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي في الرياض أمس، أن بلاده تأخذ نفي إيران لامتلاكها سلاحا نوويا على محمل الجد، كما أنها لا ترى في سياسة تخصيب إيران لليورانيوم لاستخدامه في الأغراض السلمية أي تهديد لأمنها. وأكد وزير الخارجية السعودي أن أي تدخل خارجي في شؤون العراق لن تكون له ثمرات إيجابية. وقال في معرض رده على تساؤل حول نية إيران فتح حوار مع واشنطن بخصوص الأوضاع الداخلية في العراق، «لقد تعهدنا في اجتماعات سابقة لدول جوار العراق، بعدم التدخل في شؤون العراقيين، إلى جانب أن أي تدخل بهذا الشأن لن تكون له ثمرات إيجابية»، مفيدا أن الأمانة العامة بجامعة الدول العربية ترتب حاليا لاجتماع سيتم قريبا لدول جوار العراق. وأكد سعود الفيصل على حرص بلاده على استقرار العلاقات بين الجانبين السوري واللبناني، وقال «يكفينا ما يعج به عالمنا العربي من مشاكل»، مشددا على عدم ممانعة بلاده التدخل لصالح تصفية الأجواء بين الجانبين متى ما طلب منها ذلك. وأيد الأمير سعود الفيصل مقترح عقد القمة العربية القادمة في مدينة شرم الشيخ بدلا من القاهرة، بداعي عدم مضايقة أهالي القاهرة المزدحمة على الدوام، مشيرا إلى أن بلاده لم تتخل عن رئاسة القمة، غير أنها أرادت أن تكرس المفهوم الذي على ضوئه صدر قرار دورية القمة وأن يكون عقدها في دولة المقر. وأكد وزير الخارجية السعودي الأنباء التي تحدثت عن قرب الإفراج عن مجموعة من المعتقلين في معتقل غوانتانامو، وقال «نبحث مع الجهات المعنية الإفراج عن مجموعة منهم». ونفى الفيصل أن تكون زيارته التي يعتزم القيام بها إلى إيران قد ألغيت، مؤكدا أن الزيارة لا تزال مدرجة في جدول الزيارات. وبين الأمير سعود الفيصل أن بلاده تبحث مع كافة المؤسسات الدولية في وضع عبد الرحمن العطيوي الأسير السعودي في السجون الإسرائيلية، مكتفيا بهذا الإيضاح حول الموضوع. ودحض الفيصل الأنباء التي تحدثت عن إبرام بلاده صفقات عسكرية مع الدول الآسيوية التي قام بزيارتها أخيرا خادم الحرمين الشريفين، وسيقوم بزيارتها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز. وفي هذا الشأن، نفى الفيصل أن تكون الزيارات التي سيقوم بها ولي العهد لعدد من الدول الآسيوية، تحمل في طياتها مغازي معينة، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الزيارات بناء المصالح المشتركة بين بلاده وتلك البلدان. ومحليا، اعتبر الفيصل أن تأهيل النساء السعوديات في الجامعات من النواحي السياسية والقانونية مطلوب لمواكبة الوظائف المتوفرة في وزارته للسيدات، مشيرا إلى أن النساء العاملات في الوزارة حاليا يتمتعن بكفاءة عالية. وفي رده على سؤال حول إمكانية أن تكون المرأة السعودية سفيرة لبلاده في الخارج، قال «إن هذا الأمر يتوقف على السيادة». وفي الشأن اليمني، شدد الفيصل على تأييد بلاده لتأهيل الاقتصاد اليمني ليتواكب مع اقتصادات دول الخليج العربي. وأشار الفيصل في البيان الذي تلاه في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في العاصمة السعودية، الى كلمة العاهل السعودي التي ألقاها بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى، والتي أكد فيها على الأهداف الرئيسية لسياسة بلاده الخارجية القائمة على الحرص على اجتماع كلمة العرب والمسلمين ووحدة صفوفهم والدفاع عن قضاياهم العادلة والمشروعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ونشر السلام والوئام بين أعضاء الأسرة الدولية، وتعزيز المصالح المتبادلة وبناء جسور الصداقة فيما بينها في عالم متحرك أصبح من الصعب فيه الانعزال والانكفاء على الذات وأضحى يؤثر في بعضه البعض بشكل كبير. واعتبر وزير الخارجية السعودي أن هذه الأهداف تشكل محور تحرك بلاده الخارجية في الساحات العربية والإسلامية والدولية، يدعمها في ذلك ما تحظى به من تقدير دولي من واقع ما تتمتع به من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي وثبات أمني. وعن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد لكل من اليابان وسنغافورة وباكستان، قال إنها تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في العديد من المجالات بين بلاده وهذه الدول، إضافة إلى التشاور وتبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الفيصل بنتائج الدورة الثامنة عشرة للقمة العربية في الخرطوم وما اتخذته من مواقف وقرارات تجاه القضايا المدرجة على جدول أعمالها، مؤملا أن تسهم في النهوض بمستويات العمل العربي المشترك، وما يستدعيه الأمر من تحديث لمنظومته وتفعيل آلياته بما يتيح الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية تجاه شعوبه وأوطانه والارتقاء بالعلاقات العربية وتوثيقها، تمشيا مع المستجدات الدولية، وتحقيقا لأهدافنا الوطنية والقومية. وهنأ وزير الخارجية السعودي باسم حكومة بلاده، الشعب الفلسطيني بتشكيل حكومته، معبرا عن تمنياته بالتوفيق والسداد للحكومة الفلسطينية الجديدة في الاضطلاع بمسؤولياتها في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني الوطنية وأمنه واستقراره وازدهاره، واستعادة حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادئها، منوها في ذات السياق بقرار قمة الخرطوم في هذا الشأن الذي جدد تمسك الدول العربية بالسلام كخيار استراتيجي، وأكد الالتزام بمبادرة السلام العربية لمعالجة النزاع العربي الإسرائيلي على أسس تضمن السلام العادل والشامل في المنطقة، بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعراقيا، تطلع الفيصل إلى نجاح المساعي الحالية في الانتهاء من تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة، خاصة أن الشعب العراقي قد قام بواجباته ومسؤولياته بالمشاركة الإيجابية في الانتخابات، مشددا ان على المسؤولين العراقيين تحمل مسؤولياتهم تجاه تحقيق تطلعاته من الحكومة العراقية المقبلة نحو إيقاف دائرة العنف والتخريب المستمرة وتحقيق لحمة الشعب العراقي وأمنه واستقراره في إطار وحدته الوطنية وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية. وعلى الصعيد اللبناني، أكد الفيصل على متابعة حكومة بلاده باهتمام الحوار الوطني القائم بين فئات الشعب اللبناني وطوائفه، مؤملا أن يتوصل البلدان الجاران سورية ولبنان إلى تنظيم علاقتهما المبنية على الصداقة والأخوة في إطار الاستقلال والتعامل المتكافئ بينهما.