كردستان تستضيف مؤتمرا ضد اضطهاد المرأة في الشرق الأوسط

برعاية منظمة نرويجية ومشاركة منظمات نسوية من العراق وفلسطين ولبنان

TT

تتواصل في مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق أعمال المؤتمر الدولي ضد اضطهاد المرأة في الشرق الأوسط الذي عقد تحت شعار «اضطهاد المرأة مؤشر للتخلف الاقتصادي والسياسي» والذي اقامته منظمة مساعدات الشعب النرويجي في كردستان العراق بمشاركة منظمات نسائية من العراق وفلسطين ولبنان.

وقدمت تروده بلاتش، مسؤولة المنظمة النرويجية في كردستان العراق في منتجع ازمر بالسليمانية، الذي اقيم فيه المؤتمر، شرحا عن اسباب انعقاد المؤتمر، مؤكدة ان حقوق المرأة من حقوق الانسان، معربة عن أملها في ان يخرج المؤتمرون بنتائج قد تضغط على صناع القرار بشأن النظر بموضوع العنف ضد النساء, وأضافت تروده ان العنف ضد المرأة في ازدياد في المجتمعات التي تشهد صراعا او مرحلة ما بعد الصراع.

وحضرت المؤتمر سلمى جبو، مستشارة رئيس جمهورية العراق جلال طالباني لشؤون المرأة، التي قالت لـ«الشرق الاوسط» ان «الواقع العراقي واقع مر بالنسبة للعراقيين وللمرأة بشكل خاص، وكما كانت تعاني المرأة من الاضطهاد والقهر في ظل النظام السابق فانها الان تعاني من القلق بسبب الوضع الامني غير المستقر» واضافت جبو «ان الوضع الامني السيئ في العراق انعكس على عدم وجود برامج تنموية واصلاحية وخدمية للمجمتع العراقي وللمرأة بشكل خاص».

وحول اشكال الاضطهاد في الدول الاخرى قالت وفاء يسير، ممثلة المساعدات النرويجية في لبنان، لـ«الشرق الاوسط» :« نحن نركز على النساء في الاماكن الفقيرة ومخيمات الفلسطينيين حيث يكون العنف ضد المرأة عاليا» واشارت يسير الى ان نسبة العنف ضد المرأة مرتفعة في لبنان، موضحة انهم يعملون مع الشركاء الذين يعملون بهذا المجال بتقديم المساعدات النفسية والاجتماعية للمرأة. وقدم ديفيد بيركان، ممثل المنظمة النرويجية في الشرق الاوسط انواع الاضطهاد الذي تعانيه المرأة في فلسطين، موضحا حالات العنف التي يقوم بها جنود الاحتلال الصهويني للنساء الفلسطينيات وما تواجهه النساء هناك من اضطهاد نتيجة اعتقال زوجها او اخيها او ابيها، كما تطرق الى العنف الاجتماعي هناك.

وقدمت اوراق عمل تطالب بحل المليشيات في العراق لانها احد اسباب مظاهر الاضطهاد والعنف ضد المرأة في العراق، وقالت هناء ادوارد رئيسة جمعية الامل الجديد في العراق إن ظاهرة وجود المليشيات «يجب ان نقف امامها باعتبارها عائقا امام اقامة دولة القانون والعدالة لان وجود مليشيات خارج السلطة المركزية يمنع أي وضع استقرار للسلطة والمجمتع ويجب المطالبة بحل المليشيات ووقف المظاهر الطائفية في المجمتع». وتطرقت سعاد الجزائري، وهي معدة برامج تلفزيونية وإذاعية وصحافية، الى العنف السياسي ضد المرأة وقالت «هناك نوعان من العنف ضد المرأة هو العنف الاجتماعي والعنف السياسي، وازاء الوضع الحالي في مكان مثل العراق يجب ان نضع الأسبقيات للمرأة العراقية، فالعنف السياسي في المرتبة الاولى وبعده العنف الاجتماعي، فان عملية القتل لغسل العار تأتي في المرتبة الثانية او الثالثة ازاء ما تتعرض له المرأة العراقية الآن مثل الخطف والقتل والاغتصاب». واضافت «قدمت بورقة يجب ان يخرج المؤتمر بتوصية فيها وهي الوقوف بوجه العنف الذي يتعرض له الشعب العراقي بشكل عام لان العنف لا يفرق بين جنس الضحية».

كما تم تقديم ورقة عمل وهي العنف ضد المرأة من وجه نظر اسلامية قدمها الباحث د. صباح البرزنجي استاذ كلية العلوم الانسانية في جامعة السليمانية ومدافع عن حقوق المرأة من المنظور الاسلامي، وقال عن ورقته «انها تتعلق بموضوع العنف الموجه ضد المرأة من وجهة نظر إسلامية ومن المنظور الإسلامي لان هناك نصوصا عامة تتعلق باحترام الانسان واحترام الاخرين». واضاف «اما لو تأملنا النصوص الخاصة بالمرأة لوجدناه لصالحها لان الرجل بسبب سيطرته البدنية والجسمية وتحكمه بالمراكز المختلفة في المجتمع يمكنه هضم حقوق المرأة». ويستمر المؤتمر لمدة خمسة ايام حيث تقام ورش عمل للمنظمات المشاركة بكيفية الدفاع عن حقوق المرأة وايقاف اضطهادها.