أودع في سجن المزة في دمشق لستة أشهر عام 1955وغادر إلى لبنان بعد الإفراج

اليوم يشيع الشاعر الماغوط إلى مثواه الأخير في السلمية

TT

يشيع الشاعر والأديب السوري الكبير، الراحل محمد الماغوط، ظهر اليوم من مستشفى دار الشفاء بدمشق إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه، مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة .

وكان الماغوط قد توفي بعد ظهر أمس (الاثنين) عن عمر ناهز الثانية والسبعين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض على اثر نوبة قلبية. وفيما وصلت ابنته، شام مساء أمس إلى دمشق قادمة من الولايات المتحدة الأميركية، ستصل ابنته الثانية، سلافة، صباح اليوم قادمة من لندن . وسيشارك في التشييع وزراء: الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية، غسان اللحام، والإعلام محسن بلال، والثقافة رياض نعسان آغا، ورفاقه في الحزب السوري القومي الاجتماعي من منفذي الحزب في دمشق وحماه.

وقال شقيقه اسماعيل الماغوط لـ«الشرق الأوسط»، إن شقيقه الراحل لم يحصل من العلم إلا على شهادة الإعدادية الزراعية من المدرسة الزراعية في مدينته السلمية، فقد كان وأشقاؤه وشقيقاته، وعددهم ثمانية أفراد، يعيشون في بيئة فقيرة جدا «ومن هنا تكونت ثقافة الراحل من معايشته لواقعه وإحساسه بالظلم والقهر والاضطهاد والفوارق الاجتماعية الصارخة».

وعن انتمائه للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي نعاه بصورة رسمية أمس، قال شقيق الراحل انه كان في الحي الذي يسكنه في السلمية مكتبان حزبيان أحدهما للحزب السوري القومي وكانت توجد فيه مدفأة، والآخر لحزب البعث العربي الاشتراكي ولم تكن توجد فيه مدفأة «ومن شدة إحساسه بالبرد اختار محمد الماغوط أن يتردد على المكتب الذي توجد فيه مدفأة مما جعله في نهاية الأمر عضواً في الحزب السوري القومي الاجتماعي»، وأضاف: «بيد أنه ما لبث أن تخلى عن كل التزام بهذا الحزب مكتفياً بالالتزام بالقلم فقط، وذلك بعد أن لوحق من قبل السلطات السورية عقب اغتيال العقيد عدنان المالكي في عام 1955، وأودع في سجن المزة بدمشق لمدة ستة أشهر أفرج بعدها عنه فغادر سورية إلى لبنان، حيث قدمه الشاعر القومي الاجتماعي أدونيس إلى مجلة «شعر» التي كان من أبرز أعلامها القومي الاجتماعي يوسف الخال، وبقي هناك حتى عام 1961 عاد بعدها إلى دمشق بعد أن وقع الانفصال بين سورية ومصر».

وعن الساعات الأخيرة التي سبقت وفاته، قال ابن شقيقته الدكتور محمد بدور، انه لم تكن هناك أية مؤشرات تدل على الوفاة، فقد كان وضعه طبيعياً ولا يدعو للخوف. وقال انه تحدث معه عند الثانية عشرة والنصف ظهراً فاطمأن عليه ثم عاود الاتصال بعد ساعة فلم يرد عليه أحد، فسارع إلى المنزل ليجده حيث اعتاد أن يجلس وفي يده سماعة الهاتف وهو متوف وكأنه كان يريد الاستنجاد بأحد.