مبارك والبشير يبحثان في الخرطوم مشكلة دارفور ونتائج القمة

في زيارة استمرت 3 ساعات ووصفها المراقبون بأنها لـ«تطييب الخاطر»

TT

أنهى الرئيس المصري حسني مبارك زيارة للخرطوم، استغرقت ثلاث ساعات، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس عمر البشير، تركزت حول الأوضاع في إقليم دارفور، ونتائج القمة العربية في الخرطوم.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن مباحثات الرئيسين تناولت بدقة خطوات نشر القوات الدولية في دارفور، والمواقف المتصلة بالموضوع، واتفق الرئيسان على «ضرورة تسريع مفاوضات ابوجا بين الحكومة والمسلحين، لايجاد الحل السياسي لمشكلة دارفور المضطربة، وعزا مبارك غيابه عن القمة العربية لـ«ظروف».

ووصف المراقبون في الخرطوم زيارة الرئيس المصري شبه المفاجئة للخرطوم أمس، بأنها «زيارة تطييب الخاطر»، وإزالة الممرات التي علقت في حلق الحكومة السودانية، بسبب غياب مبارك عن القمة العربية في الخرطوم. واستقبل الرئيس عمر البشير ضيفه مبارك في مطار الخرطوم في الحادية عشرة من ظهر أمس، وتوجها فورا معا إلى مقر المباحثات في «بيت الضيافة» مقر اقامة الرئيس البشير. وفي تصريحات صحافية، عقب مباحثاته مع الرئيس مبارك، أكد البشير أن زيارة مبارك تأتي في إطار التواصل والتشاور بين قيادتي البلدين حول القضايا الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ورحب بزيارة مبارك للسودان، وجدد البشير حرص الحكومة على تحقق السلام الشامل في دارفور عبر مفاوضات ابوجا، وعبر عن تقديره لاهتمام القادة العرب والأفارقة بالشأن السوداني، معبرا عن أمله في الوصول لنتائج ايجابية للمفاوضات.

وعزا البشير بطء سير مفاوضات ابوجا لحجم الخلافات داخل الحركات المسلحة، وقال «هنالك خلاف حتى داخل حركة تحرير السودان حول رئاستها»، وأشار إلى عدم وجود رؤية سياسية للحركات المتمردة بدارفور، بوصفها جاءت نتيجة خلافات قبلية، واضاف أن رعاية بعض الجهات الدولية لتلك الحركات حولها لحركات سياسية مطلبية، مما ادى لبطء سير التفاوض معها للتوصل لمعالجة سلمية للقضية. من ناحيته، اكد الرئيس مبارك حرص مصر على معالجة قضية دارفور سلميا في الإطار العربي أو الافريقي، وقال في تصريحات صحافية، عقب مباحثاته مع البشير «اننا حريصون على إيجاد تسوية سلمية عبر المفاوضات لقضية دارفور خلال الفترة المحددة، قبل ان نفكر في وصول قوات دولية»، واضاف أن زيارته للسودان تهدف للتشاور والتباحث حول سير العلاقات الثنائية بجانب القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، قبل ان يصف العلاقات بين السودان مصر بأنها علاقات «مصيرية وأبدية». وقال ان المباحثات تناولت ايضا تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بالجنوب، وجهود تحقيق التسوية السلمية لقضية دارفور. وعبر مبارك عن سعادته بزيارة الخرطوم ولقائه بالرئيس البشير، وعزا عدم مشاركته في القمة العربية التي عقدت بالخرطوم نهاية الشهر الماضي لـ«ظروف»، وأضاف «انني بعثت برئيس الوزراء دكتور أحمد نظيف للمشاركة»، وأضاف «اذا حضرت القمة أو لم أحضرها ستثار العديد من التكهنات حول ذلك».

من ناحيته، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، إن الرئيسين البشير ومبارك ركزا في مباحثاتهما حول قرارات القمة العربية بالخرطوم، والدور المصري المرتقب لتعزيز جهود التوصل لإتفاق سلام في دار فور بجانب سير تنفيذ إتفاقية السلام الشامل والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الإرتقاء بها خاصة في مجالات التعليم والصحة والخدمات.

وأكد أبو الغيط في تصريحات صحافية عقب مباحثات مبارك البشير حرص مصر للتوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف في دارفور، وقال إننا نؤيد مفاوضات أبوجا، ونأمل أن تؤدي في المستقبل القريب إلى تسوية سلمية، مشيرا لوجود ممثل خاص للرئيس مبارك في أروقة المفاوضات في أبوجا، وأضاف أبو الغيط أن مصر ترى أن إرسال قوات «أفروعربية» لدارفور، يجب أن يتم في إطار التوصل لاتفاق سلام في دارفور، مؤكدا استعداد بلاده لزيادة عدد مراقبيها، سواء في الشرطة المدنية أو العسكريين.

الذين يعملون حاليا ضمن قوات للإتحاد الإفريقي.

وحول ما يدور عن انعقاد قمة ثلاثية، تضم السودان ومصر وليبيا حول دارفور، قال هناك حديث يدور حولها، ويمكن توسيع إطارها إلى أي من الأطراف الأفريقية، التي لها اهتمام بمسألة دارفور. وفيما يتعلق بالضغوط الأميركية لإرسال قوات أممية لإقليم دارفور، قال إنه أمر سيتحدد على ضوء التطورات المتصلة بتوفير التمويل، ووجود قوات أفريقية وقوات عربية وإسلامية كافية.