قتل عشرات العراقيين امس في هجمات وتفجيرات في مناطق مختلفة بينها انفجار سيارة مفخخة في شرق بغداد أودى بحياة 10 في الأقل فيما اصيب 25 آخرون بجروح. وفيما اعلن العثور على 17 جثة مجهولة الهوية في العاصمة، افادت الحكومة العراقية باعتقال 25 «ارهابيا»، بينهم سودانيان عبرا من الاردن، وبمقتل آخرين بينهم «أمير أمراء» في تنظيم القاعدة.
ففي بغداد اكد مصدر أمني عراقي ان «عشرة اشخاص على الأقل قتلوا وأصيب حوالى 25 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة بالقرب من ساحة البيع المباشر للسيارات في منطقة الحبيبية (شرق بغداد)»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقبل ذلك اعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل عراقيين يعملان في السفارة الاماراتية في بغداد بعد ان اطلق مسلحون مجهولون النار عليهما في حي المنصور (غرب).
وقال المصدر ان «مسلحين مجهولين اطلقوا النار على سيارة كان يستقلها اثنان من موظفي السفارة الاماراتية في حي المنصور، مما ادى الى مقتلهم على الفور وفرار المهاجمين».
كما قال مصدر في الشرطة «ان طفلين قتلا وأصيب ثلاثة من افراد العائلة نفسها في انفجار عبوة ناسفة داخل احد المنازل في منطقة بغداد الجديدة (شرق)».
الى ذلك، أعلنت مصادر أمنية العثور على 17 جثة الليلة قبل الماضية وأمس في مناطق متفرقة من بغداد.
وأكدت هذه المصادر العثور على اربع جثث في مدينة الصدر (شرق) مساء الاثنين، بينما عثر على اربع اخرى امس في كسرة وعطش (شرق)، وجثة اخرى في جانب الكرخ (غرب)، حسبما اوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت المصادر ان «الجثث قتل اصحابها باطلاق نار من مسافة قريبة وأياديهم مقيدة، كما انها تحمل آثار تعذيب». وقال مصدر أمني آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان «الشرطة العراقية عثرت على ثلاث جثث في منطقة الطالبية (شرق)، اضافة الى جثتين في حي الجامعة (غرب) واثنتين في الدورة (جنوب) وواحدة في البياع (جنوب)». وأكد ان «جميع الجثث تبدو عليها آثار طلقات نارية».
وفي تكريت (180 كلم شمال بغداد)، أعلن مصدر في الشرطة أن عراقيا قتل في انفجار عبوة ناسفة عند منطقة الفتحة، شمال بيجي (200 كلم شمال بغداد).
وأضاف ان اثنين من سائقي الشاحنات يعملان في قاعدة للقوات الاميركية قتلا بنيران مجهولين على الطريق الرئيسي قرب الدجيل (70 كلم شمال بغداد)، كما خطف مسلحون سائقا ثالثا في المنطقة ذاتها.
وتابع المصدر، ان عراقيا قتل بنيران القوات الاميركية على طريق رئيسية شمال تكريت. كما عثرت الشرطة على جثة مجهولة الهوية على ضفاف نهر دجلة قرب الشرقاط (250 كلم شمال بغداد) ، بحسب المصدر. وفي سامراء (120 كلم شمال) أكد رئيس بلدية المدينة اسد ياسين، مقتل احد حراسه وإصابة اربعة آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه صباح امس.
وفي البصرة (550 كلم جنوب)، أعلن مصدر أمني مقتل شرطي وإصابة ضابط من مديرية الاتصالات الخاصة بجروح في اطلاق نار استهدف سيارتهما في منطقة القبلة (4 كلم شمال البصرة) اثناء توجههما الى مكان عملهما.
كما اعلن متحدث باسم القوات البريطانية في البصرة، ان شخصا اصيب بجروح وتم اعتقال آخر بعد تعرض دورية بريطانية لإطلاق نار.
وفي السماوة (270 كلم جنوب)، قتل اثنان من رعاة الاغنام بانفجار لغم ارضي مضاد للاشخاص من مخلفات الحرب العراقية ـ الايرانية (1980-1988)، وقع قرب الحدود العراقية ـ السعودية جنوب المدينة.
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة العراقية، أمس، اعتقال 25 «ارهابيا» بينهم سودانيان عبرا «الحدود مع الاردن» و«مسؤول» في «القاعدة» في مناطق متفرقة في البلاد، و«إفشال» محاولة لخطف طبيب في بغداد.
وأوضح بيان ان «القوات الأمنية تمكنت من اعتقال خمسة ارهابيين، اثنان منهم يحملون الجنسية السودانية، بعد عبورهم الحدود العراقية الاردنية في محافظة الأنبار». وتابع ان «قوة من الجيش العراقي دهمت أوكار الارهابيين في منطقة شقق اليرموك، محافظة نينوى، واعتقلت اربعة ارهابيين». وأضاف ان «قوات حفظ النظام تمكنت من اعتقال احد الارهابيين في حي الجامعة (غرب بغداد) وإرهابي في منطقة البياع (غرب بغداد) وإرهابي في منطقة زيونة (وسط العاصمة)».
وأفاد بيان آخر بأن قوة حكومية تمكنت من «قتل 3 إرهابيين، بينهم ما يسمى بـ (أمير الأمراء)، أثناء مداهمتها لأوكارهم في منطقة الطارمية». وأوضح البيان «أن المداهمة تمت اعتماداً على معلومات استخبارية افاد بها المركز الوطني في محافظة صلاح الدين، عن قيام هؤلاء المجرمين بعمليات إرهابية في منطقة بيجي».
وكان بيان ثالث قد اعلن عن «اعتقال ستة ارهابيين احدهم من مسؤولي تنظيم القاعدة الارهابي في منطقة الرمادي، بحوزتهم اسلحة ومبالغ مالية وربع كيلو من الذهب وجهازا كومبيوتر وهويات مزورة وملفات وكتب تعود الى تنظيم التوحيد والجهاد الإرهابي». وأكد ان «ثلاثة ارهابيين اعتقلوا في منطقة الرمادي في حادث منفصل آخر»، بينما «تم اعتقال ثلاثة ارهابيين مطلوبين في البصرة (550 كلم جنوب) واعتقال آخر في حي اليرموك في الموصل (370 كلم شمال)»، حسب البيان. وأشار البيان الى «افشال عملية اختطاف أحد الاطباء في شارع حيفا (وسط بغداد) حاولت مجموعة ارهابية تنفيذها».
من ناحية أخرى، اعلن مسؤول احدى المنظمات غير الحكومية في الناصرية (385 كلم جنوب بغداد)، امس، العثور على مقبرتين جماعيتين خلال الاسبوع الجاري في مكانين منفصلين جنوب المدينة. وأوضح عبد الحسين هادي هدر مدير «مركز الشهداء»، ان احد رعاة «الاغنام حدد موقع المقبرة الاولى في منطقة تبعد 35 كلم جنوب الناصرية بعد ان عثر على يد بشرية بالقرب من تلة ترابية»، حسبما اوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف ان موقع المقبرة الثانية (60 كلم جنوب الناصرية) حدد بواسطة لجنة مشتركة باشرت الاتصال بالجهات المعنية المكلفة حفر وتنقيب المقابر الجماعية. وتوقع هدر أن تكون المقبرتان تضمان رفات عسكريين من الجيش العراقي الذي كان منتشرا في المنطقة وتعرضت «عناصره الى القتل من داخل الجيش نفسه، اضافه الى مواطنين من أبناء المحافظه أثناء هروبهم إثر مشاركتهم في انتفاضة 1991».