المغرب: معتقل ضمن «خلية التونسي» استقطب مقاتلين مغاربة.. وحصل على شهادة من الحوزة العلمية في إيران

كشف تشكيل خلية «جهادية» في شمال أفريقيا وإيطاليا وفرنسا

TT

علمت «الشرق الأوسط»، ان معتقلا في المغرب ضمن «خلية التونسي»، التي تتكون من 9 اشخاص، وهي خلية ذات صلة غير مباشرة بشبكة القاعدة، كشف وجود بعض المغاربة الذين ينتمون الى المذهب الشيعي في مدن مغربية، وأن لهم موقعا على شبكة الإنترنت يطرح أراءهم وأدبيات المذهب. وأشار المعتقل عبد الفتاح الحيداوي إلى أسماء عدد منهم، وضمنهم شخص يقطن في مدينة سلا المجاورة للرباط، وحصل على درجة من الحوزة العلمية بإيران، ومغربي آخر يقطن مدينة الرباط ويعمل كادرا في إحدى الشركات، وآخر يعمل حلاقا بالعاصمة المغربية، وسبق له أن كان عضوا ناشطا بحركة الشبيبة الاسلامية.

وواصل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط بداية الاسبوع الجاري جلسات استنطاق المتهمين التسعة. واستمع إلى التونسي محمد بن الهادي مساهل، وهو من مواليد عام 1969 بمدينة تونس، ويشتغل عاملا بميلانو الايطالية بصفته منسقا للخلية بايطاليا وفرنسا.

ونسب إلى أفراد الخلية التسعة «تكوين عصابة اجرامية للاعداد للقيام بعمليات إرهابية، بهدف المس الخطير بالامن العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وتمويل الارهاب والمشاركة». واعتقل المتهمون منتصف الشهر الماضي من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء وسلا، وأحيلوا يوم 24 من الشهر نفسه الى نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الرباط للنظر في المنسوب إليهم، وإحالتهم الى قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها.واعتقل المتهم التونسي تبعا لمعلومات كشف عنها مغربي رحل من فرنسا اسمه، أنور مجرار، الذي صرح أمام المحققين، بأن له علاقة بالتونسي، والجزائري عامر لعرج الملقب «علي الجزائري» ونبيل الوهراني. وكان هذا المتهم يتنقل بين سورية والجزائر وفرنسا وايطاليا واليونان وتركيا واسبانيا.

وكلف المعتقل التونسي باستقطاب مقاتلين مغاربة، وتشكيل خلية «جهادية» بشمال افريقيا وايطاليا وفرنسا لتنفيذ مشروع ارهابي يباركه أعضاء شبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن. ويجري حاليا تبادل المعلومات بين المصالح الأمنية والاستخباراتية المغربية والفرنسية والايطالية والاسبانية بخصوص هذه الخلية.

ومن المنتظر أن يحل بالمغرب، خلال الساعات القليلة المقبلة فريق أمني إيطالي وفرنسي، للاطلاع على ملف المتهمين التسعة، وضمنهم المعتقل التونسي والجزائري، المطلوب اعتقاله، ويدعى عامر لعرج ويشتبه في أنه متخصص في صنع المتفجرات واستخدامها، وله صلة بالقائد المفترض لتنظيم القاعدة بأوروبا المسمى أبو حمزة الجزائري، المقيم في إحدى دول أوروبا الشرقية. واعترف المعتقل التونسي، خلال تحقيق المصالح الأمنية المغربية معه، بمساعدة المغربي عادل غلام على التوجه إلى سورية، ومنحه مبلغ 500 يورو للسفر عبر الطائرة من الدار البيضاء إلى تركيا للتسلل إلى سورية. وأفادت التحقيقات، بأن التونسي تسلل إلى المغرب مع الجزائري عامر لعرج، العضو في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية»، المقيم في ايطاليا خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، وتجولا معا في الرباط وسلا، والتقيا ثلاثة مغاربة آخرين. ومن بين وثائق القضية، هناك رسالة أعاد تحريرها المتهم التونسي خلال اعتقاله لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المغربية، تشير إلى مباركة بن لادن للعمليات، التي جرى الاعداد لها في ايطاليا وفرنسا، والتي جاء فيها أن «أسد الإسلام»، في إشارة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، له علم بالعمليات ويباركها. ونسب إلى المتهمين التسعة التخطيط لضرب السفارة الاميركية بالرباط باستعمال متفجرات يتدبرها الجزائري المبحوث عنه، وذلك بوضعها داخل نفق، فيما تخص العمليات الأخرى تفجير مقر الاستخبارات الفرنسية، (الديستي) في باريس، وأيضا استهداف مطعم ومقهى يتردد عليهما عناصر في الاستخبارات الفرنسية، وكذا تفجير خط مترو الانفاق الرقم (14) وتفجير مركز تجاري بالعاصمة الفرنسية، وكنيسة بولونيا في ايطاليا، بزعم انه توجد بها صور تسيء إلى الرسول، وكذا القيام بعمليات إرهابية بالدنمارك. وبينت التحقيقات أن الجزائري المطلوب اعتقاله كان يتسلل سراً من المغرب إلى الجزائر في سيارة مقابل مبلغ 200 درهم، ولا يزال البحث جار لاعتقاله.