اشتباكات دموية بعد مظاهرات أخرجت ملايين الفرنسيين إلى الشوارع

دو فيلبان: الأولوية لتجاوز الأزمة حول قانون الوظيفة الأولى

TT

اندلعت مواجهات أمس في باريس بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين شبان، في ختام مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من الاشخاص ضد قانون عقد الوظيفة الاولى، وأصيب تسعة اشخاص على الاقل بجروح طفيفة، وفق الشرطة. ورشق متظاهرون عناصر الشرطة بحجارة وزجاجات، فردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وجرت المواجهات في ساحة ايطاليا في جنوب العاصمة، حيث تفرقت المظاهرة. وأعلنت الشرطة مساء، انها اوقفت 206 اشخاص على هامش المظاهرة، وأوضحت ان تسعة اشخاص جرحوا خلال اعمال عنف قام بها متظاهرون. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن مصورا تلفزيونيا اصيب جراء رشق الحجارة. وتم استنفار نحو أربعة آلاف شرطي في باريس، في ضوء مواجهات عنيفة تخللت المظاهرات السابقة ضد قانون الوظيفة الاولى، خصوصا في باريس. وتظاهر ما بين مليون وثلاثة ملايين شخص أمس في كل انحاء فرنسا، احتجاجا على القانون المذكور.

إلى ذلك أكد رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان أمس، ان «الاولوية» بالنسبة اليه حالياً تكمن في الخروج سريعا من الازمة حول قانون الوظيفة الاولى، فيما خرج ملايين المعارضين الى الشوارع في يوم احتجاجي خامس. وقال خلال جلسة اسئلة وأجوبة في الجمعية الوطنية ان «الاولوية هي الخروج من الازمة الراهنة» حول عقد الوظيفة الاولى. وتمنى رئيس الوزراء ان تجرى مفاوضات تؤدي الى انهاء الاضرابات والمظاهرات واغلاق الجامعات والمدارس المستمرة منذ عشرة اسابيع. ويتوقع ان تجمع المفاوضات النواب في حزب الغالبية (الاتحاد من اجل حركة شعبية)، المكلفين تقديم صيغة جديدة للمشروع والشركاء الاجتماعيين، مما يعني أن دو فيلبان، الذي رفض أي تنازل أساسي رفعت يده عن الملف. وقال دو فيلبان أمام النواب «أتمنى أن يكون هذا الحوار مفتوحا بهدف التوصل سريعا الى حلول جيدة». وردا على تحركات شعبية لم تشهدها فرنسا منذ اعوام، علق الرئيس جاك شيراك الاسبوع الفائت تطبيق قانون الوظيفة الاولى، لكنه رفض الغاءه كما يطالب معارضوه. ويتيح القانون المثير للجدل ابقاء شاب يقل عمره عن 26 عاما في فترة تدريب تمتد عامين، ثم طرده من دون مبرر. واوصى شيراك بتعديل عدد من النقاط في القانون، وأوعز الى حزب الغالبية ورئيسه وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، باجراء مفاوضات.

وقد تظاهر بين مليون وثلاثة ملايين شخص أمس، في فرنسا احتجاجا على قانون الوظيفة الاولى بما يوازي التحرك الاحتجاجي في 28 مارس (اذار)، الذي اعتبرته النقابات «تاريخيا»، وفق ما أعلنت مختلف المصادر. وقالت وزارة الداخلية إن مليونا و28 الف شخص تظاهروا أمس، في كل انحاء فرنسا ضد قانون الوظيفة الاولى، بينهم 84 الفا في باريس، وكانت احصت الاسبوع الفائت مليونا و55 الف متظاهر، بينهم 92 الفا في العاصمة.

من جهتها، تحدثت النقابات عن اكثر من ثلاثة ملايين متظاهر في فرنسا بينهم 700 الف في باريس، وهي ارقام تساوي تلك التي سجلت الاسبوع الماضي. وهي المظاهرات الاكبر في فرنسا منذ اكثر من عشرين عاما.