صدام يدعو لفحص توقيعه من جهة دولية وليس وزارة صولاغ

الرئيس المخلوع تحدث مع رئيس الادعاء عن وضع الحوت في الشبكة وللقاضي عن الخوف من «أبو بريص»

TT

دافع الرئيس العراقي السابق صدام حسين امس خلال الجلسة الثامنة عشرة لمحاكمته عما اصدره من قرارات في شأن قضية الدجيل، معتبرا انه تصرف في اطار القانون ضد اناس حاولوا قتله، ومؤكدا «أنا وليس غيري هو المسؤول عن الذي حصل في تجريف البساتين» كما دعا متهكما الى عرض توقيعه على جهة دولية «محايدة» وليس على وزارة الداخلية الحالية التي يتولاها بيان جبر صولاغ.

ولم يحضر في الجلسة الى جانب صدام أي من مساعديه السبعة الذين يحاكمون معه في هذه القضية، وقد كرست لسماع مرافعته وعرض وثائق تثبت مصادقته على اوامر بقتل عدد من سكان الدجيل وتجريف اراضيهم.

وبدا صدام، الذي كانت كلمته قانونا في العراق، رابط الجأش وابتسم من آن لاخر وهو يرواغ في الانصياع لقرارات القاضي بعدم القاء خطبة سياسية.

وقال صدام حسين لرئيس الادعاء العام جعفر الموسوي «اذا انت راغب في وضع الحوت في الشبكة ولا اعتقد ان لديك مصلحة في هذا عليه يجب ان تقول الحقيقة».

واضاف «صبرك علي قليلا.. انا اكبر منك عمرا ومنصبا وتاريخا وصدري لم يضق بك او اي عراقي عندما كنت رئيسكم».

ورفض صدام طلب المحكمة توقيع وثائق لمطابقة نموذج توقيعه مع التوقيع على وثائق عرضها الادعاء العام تثبت مصادقته على قرارات الاعدام والتجريف وغيرها، وقال ان محكمة دولية وحدها التي يمكن التي تكون عادلة.

واستهل كلامه متسائلا عن الحاجة الى ان يعطي نموذجا من توقيعه «فالتواقيع تطلب من مواطن غير معروف وليس من صدام حسين». وقال ايضا «لديكم توقيعي ولماذا يجب علي ان اعطيه لاشخاص على علاقة بوزارة الداخلية وهم اعدائي»، ووصف الوزارة بانها «تقتل الالاف في الشوارع وتقوم بتعذيبهم»، فقاطعه رئيس المحكمة رؤوف رشيد عبد الرحمن طالبا منه الامتناع عن التصريحات السياسية.

لكن صدام حسين خاطبه قائلا «اذا كنت تخاف وزير الداخلية فانه لا يثير فزع حذائي» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع قائلا «انا اتكلم كحقي كمواطن وليس كرئيس دولة.. المفروض ان تلجأ (المحكمة) الى جهة دولية محايدة... وليس الى جهة خصم بل عدو (وزارة الداخلية)».

ويعد كلام صدام هذا صدى لاتهامات توجهها قوى عراقية، وخصوصا سنية، بان وزير الداخلية العراقي الحالي بيان جبر صولاغ، يشن حربا طائفية ضدهم ويسمح للميليشيات الشيعية بان تدير فرق اغتيالات. وينفي صولاغ هذه الاتهامات.

واشار صدام بتهكم الى القاضي مستخدما عبارة «يا استاذ رؤوف»، وقال القاضي «انا القاضي هنا». ورد صدام بقوله «انني غير متأكد من هذا. واحتاج ان اتأكد».

وتحدى صدام رئيس الادعاء العام مرة اخرى حين سئل عن الجثث التي عثر عليها عقب حملة الدجيل «لا تعرض علي الجثث انا لست مدير مقبرة».

وقد طعن الرئيس العراقي المخلوع بافادته التي ادلى بها سابقا خلال التحقيق معه حول قضية مقتل 148 من سكان بلدة الدجيل عام 1982. وقال صدام خلال سجال مع رئيس الادعاء العام «نعم اطعن بها، فهي مزورة وادخلت عليها فقرات». وعندما خاطبه الموسوي «انت قلت ذلك في افادتك» قاطعه صدام قائلا ان «الافادة ليست دقيقة وتم دس عبارات فيها».

وجدد صدام قوله بانه ما يزال «رئيس العراق والقائد العام للقوات المسلحة ووقفت وقفة رمح رديني في عين من اراد ان يفقأ عين العراق (...) انها محكمة تقام تحت حراب الغزاة». واضاف ان «الشهود هم شهود زور جلب بعضهم بالقوة والتهديد والمال (...) انت (للقاضي) محام قديم وحضرت الكثير من المرافعات فهل رأيت قاضيا يضيق صدره؟». فاجابه القاضي «لا يضيق صدري انما لا تخرج عن الموضوع».

ودخل صدام في جدل مع القاضي عبد الرحمن الذي اثارت هيئة الدفاع شكوكا بشأن نزاهته لانه كردي من بلدة حلبجة التي قصفتها الطائرات العراقية في عهد صدام بالاسلحة الكيماوية ما ادى الى مقتل 5000 شخص من سكانها في 16 مارس (اذار) 1988.

وعندما طلب القاضي من صدام عدم القاء خطب سياسية لان «القضية جنائية» رد صدام قائلا «انت محام كنت محكوما بالاعدام مرتين وعفيت عنك وما الذي اتى بك في هذا الزمان لولا السياسة»؟

واجاب القاضي قائلا «منذ ابريل (نيسان) 1964 وانا امارس المحاماة في بغداد (...) وغادرت الى السليمانية عام 1990. وفي عام 1984 قمت بتمثيل المحامين العراقيين في تونس ولو كان هناك حكم علي فمن اعطاني جواز السفر»؟ وقال صدام مخاطبا القاضي «أنت محروس ومحكمتك محروسة» في إشارة إلى القوات الاميركية في العراق، كما نقلت وكالة الانباء الالمانية.

وعلق القاضي «أنا محروس من الله»، فرد صدام «إذا كنت على حق إن شاء الله. وإذا كنت على حق ما تخاف من الدنيا كلها وإذا لم تكن على حق فإنك تخاف من ابو بريص» في اشارة الى سحلية صغيرة تنتشر في العراق ويتقزز منها العراقيون. كما دار نقاش بين رئيس الادعاء العام جعفر الموسوي وصدام الذي قال للموسوي «انت كنت في الجيش جنديا وصدام حسين جعل منك محاميا». فرد الموسوي قائلا «انا اكملت شهادتي واصبحت محاميا».