أوساط دبلوماسية في نيويورك ترى في رسالة الزهار خطوة نحو الاعتراف بإسرائيل

في وقت تعتبر فيه تل أبيب أن «حماس» لا تزال تدعو الى إزالة الدولة العبرية

TT

فسرت أوساط دبلوماسية رسالة وزير الشؤون الخارجية للسلطة الفلسطينية محمود الزهار إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالخطوة الأولى نحو الاعتراف بدولة إسرائيل. غير أن إسرائيل اعتبرت ان «حماس» لا تزال تدعو الى ازالة الدولة العبرية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، مارك ريغيف، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «وزير الخارجية الفلسطيني يتحدث في الرسالة عن تعاون وسلام في المنطقة لكنه يتكلم للأسف عن المنطقة بدون اسرائيل». وأضاف ان الزهار «لا يذكر في اي مكان من هذه الرسالة وجود اسرائيل، انه يتحدث عن خريطة اقليمية من دون خريطة اسرائيل».

وتكتسب رسالة الزهار أهمية خاصة لسببين حسب قول مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»: الأول أنها جاءت بعد حوار أجراه الوزير الزهار مع وكالة الأنباء الصينية يؤكد فيه على خط حركة «حماس» برفض وجود دولة إسرائيل وتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى البحر. والسبب الثاني حسب قول المصادر الدبلوماسية هو صدور الرسالة من محمود الزهار الذي يعد من الجناح المتشدد.

ورغم الديباجة التقليدية التي بدأها وزير الخارجية الفلسطيني الجديد في رسالته، غير أنه أكد في رسالته على ثلاثة عناصر مهمة قد تكون حسب قول المصادر الدبلوماسية مفتاحا لمفاوضات جدية بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة السلطة الفلسطينية التي شكلتها حركة «حماس» للمقاومة الإسلامية. وأعرب وزير الخارجية الزهار في رسالته عن استعداده للعمل مع اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة وأميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا. وقال في رسالته «إننا نأمل من معاليكم العمل مع المجتمع الدولي ومع اللجنة الرباعية الدولية من أجل الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني وحكومته».

ورغم الغموض الذي ساد الرسالة غير أنه الزهار اكد ان العنصر الثاني والمهم وهو استعداد السلطة الفلسطينية بقيادة «حماس» للتفاوض وعلى أساس خطة خريطة الطريق من دون ذكر اسمها. وقال «وأود هنا أن أؤكد إلى معاليكم استعداد حكومتنا للحوار الجاد والعمل مع الأمم المتحدة ومختلف دول العالم من أجل تعزيز الأمن والسلم الدوليين».

وكان العنصر الثالث في رسالة وزير الخارجية الفلسطيني الجديد هو اعترافه بدولة إسرائيل من دون أن يذكر اسمها. اذ قال «نحن نتطلع كباقي شعوب العالم إلى العيش بسلام وأمان وبأن يتمتع شعبنا بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة جنبا إلى جنب مع باقي جيراننا في هذه البقعة المقدسة من العالم».

ولم يفوت محمود الزهار الفرصة في التأكيد على نزاهة الانتخابات الفلسطينية، وناشد المجتمع الدولي احترام خيار الشغب الفلسطيني وقال «نحن نتوقع من المجتمع الدولي أن يحترم الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني والعمل مع هذه الحكومة على تعزيز هذا النهج الديمقراطي وحماية التعددية السياسية على طريق تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وفي الوقت الذي شدد فيه وزير الخارجية الفلسطيني على الثوابت الفلسطينية المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، ناشد اللجنة الرباعية ودول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في المواقف والقرارات التي وصفها بالمتسرعة، خصوصا ما يتعلق بوقف المساعدات وإتباع لغة التهديد بدلا من الحوار على حد تعبيره. وأخيرا حذر الزهار من الحلول الأحادية الجانب ودعا المجتمع الدولي إلى رفض الإجراءات والحلول الأحادية الجانب والقيام بتنفيذ التزاماته وواجباته بشكل خاص باحترام وضمان احترام القانون الإنساني والدولي على الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، كما أكد على ذلك مجلس الأمن في العديد من القرارات ذات الصلة.