طرد رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن المحامية اللبنانية بشرى الخليل من هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين، وقرر عدم مقاضاتها خلافا لما أعلنه في وقت سابق بعد اعتذار هيئة الدفاع له عن تصرفاتها. وطلب القاضي عبد الرحمن من المحامية الخليل الخروج من القاعة لأنها تكلمت بصوت مرتفع ولم تحترم مطالبته لها بالتزام الاصول في طلب الحديث خلال المرافعات. وأضاف انه سيقاضيها، بسبب عدم احترامها هيئة المحكمة، بموجب قانون اصول المحاكمات الجزائية، لكنه قرر عدم مقاضاتها بعد ان قدم الدفاع اعتذارا عن تصرفاتها، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وحدثت المواجهة بين القاضي والمحامية عندما عرضت المحكمة شريطا مصورا يظهر ان صدام كان ينوي «قمع خصومه وأعدائه دون شفقة»، فما كان من بشرى الخليل إلا ان صرخت قائلة ان بحوزتها صورة تظهر، حسب قولها، عراقيين تعرضوا «للتعذيب» على أيدي الاميركيين في معتقل ابو غريب. فقرر القاضي طردها قائلا «إنك غير منضبطة وتفتعلين الضجيج»، وأمر بإرسالها «مخفورة» الى مكان لم يتم تبينه لانقطاع الصوت.
وتتولى الخليل الدفاع عن نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان المتهم ايضا في قضية الدجيل.
وكان القاضي عبد الرحمن قد هدد المحامية الخليل بحبسها لمدة اربع وعشرين ساعة، اذا حاولت التدخل ومقاطعة سير المحكمة.
وجاء ذلك اثر مشادة كلامية جرت بين صدام حسين والقاضي عبد الرحمن، تدخلت فيها الخليل بعدما وصف صدام المحكمة بأنها «تجري تحت حراب الغزاة».
وقال القاضي مقاطعا صدام ان من يحضر المحكمة هم «عراقيون فقط»، ورد صدام بأن هناك أميركيين يحضرون المحكمة، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وعندما حاولت المحامية اللبنانية التدخل لصالح المتهم والتأكيد على ان هناك اميركيين يحضرون المحكمة، قال عبد الرحمن مهددا المحامية الخليل «أقل تدخل منك سأقوم بتوقيفك اربعا وعشرين ساعة وأحيلك الى التحقيق».
ولم تستطع المحامية سماع الإنذار الذي وجهه القاضي بسبب تعالى الاصوات، وقالت «أنا محامية الدفاع وحق الدفاع مقدس ..أنت تقول انه لا يوجد أميركان في قاعة المحكمة، وهذا أميركي يحضر المحكمة».
وكانت الخليل تشير بإصبعها بالاتجاه الذي يقف فيه الشخص الذي قالت إنه أميركي.