الرياض: جمعية حقوق الإنسان تعلن عزمها متابعة قضية الأسير السعودي في إسرائيل

شقيقه يدعوه إلى وقف الإضراب

TT

أخذت قضية المعتقل السعودي في أحد السجون الإسرائيلية منحى جديدا، بعد أن اعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية عزمها على متابعة القضية، في الوقت الذي دعا فيه موسى العطيوي «شقيق المعتقل» أخاه إلى وقف الإضراب والبعد عن استخدام هذه الوسيلة لما فيها من الضرر البالغ على صحته. وقد أكدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية عزمها على متابعة قضية المعتقل السعودي في السجون الإسرائيلية عبد الرحمن العطيوي، على لسان الدكتور مفلح القحطاني نائب رئيس الجمعية، قائلا إن الجمعية طلبت من ذوي العطيوي تفصيلات أكثر حول ظروف سفره وهويته الكاملة، مشيرا إلى أنه على ضوئها ستعمل الجمعية على مخاطبة المنظمات الدولية المعنية في هذا الجانب.وأضاف الدكتور القحطاني لـ«الشرق الأوسط» أنه بحكم عدم وجود علاقات رسمية ودبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، لا تستطيع أية جهة سعودية مخاطبة الجانب الإسرائيلي مباشرة، لافتا إلى أن الطريقة الوحيدة لمتابعة المعتقل السعودي هي اللجوء إلى المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان.

وأوضح القحطاني أن هناك اتفاقيات دولية تحمي المعتقلين، حيث تلزم الدول الموقعة على تلك الاتفاقيات بتوفير حقوق الأسير كاملة كالمحاكمة العادلة وعدم سجنه بدون محاكمة، مضيفا: «سوف نتابع القضية من جانب قانوني وحقوقي، وسنحاول الاتصال بالمنظمات الدولية ليتسنى للمعتقل أخذ حقوقه كاملة».

وحول إضراب العطيوي داخل السجن، قال الدكتور القحطاني إنهم في الجمعية يخشون تدهور حالته الصحية وأن تسوء الأمور أكثر، موضحا أن الجمعية سوف تهتم بهذا الجانب في البداية.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، التي أبرزت القضية الى السطح، قد أشارت في أواخر شهر مارس (اذار) الماضي، إلى أن السلطات الإسرائيلية تحتجز المواطن السعودي عبد الرحمن العطيوي البالغ من العمر (36 عاما) في سجن الرملة، بتهمة الوجود غير القانوني بالأراضي المحتلة، وأضافت أن العطيوي مكث في المستشفى التابع للسجن، بعد تدهور حالته الصحية بشكل خطير، جراء إضرابه عن الطعام.

وأوضحت الصحيفة أن العطيوي يطالب بإطلاق سراحه أو إبعاده إلى السعودية كشرط لإنهاء إضرابه عن الطعام، لافتة إلى أن المعتقل السعودي على حافة الموت نتيجة هزال جسمه، وقد قررت مصلحة السجون الاسرائيلية كسر إضرابه عن الطعام وإطعامه بالقوة.وفي أثناء ذلك، دعا موسى شقيق عبد الرحمن العطيوي المعتقل السعودي أخاه عبر «الشرق الأوسط»، إلى وقف الإضراب وتجنب استخدام هذه الطريقة لما فيها من الضرر الكبير على صحته، راجيا الافراج عنه في القريب العاجل وعودته إلى بلاده.

وأرجع العطيوي سبب ذهاب أخيه إلى مصر وذلك قبل اختفائه، بانه كان لغرض الاستجمام، بحسب قول اخيه له عند اتصاله به، مشيرا إلى أنه كان يتصل بأسرته باستمرار وعندما انقطعت اتصالاته وأصبح هاتفه المحمول مغلقا طوال الوقت، لجأ أخوه إلى السلطات السعودية وأخبرها باختفائه في مصر. وكانت الصحيفة الإسرائيلية قد أوضحت أن مصلحة السجون الإسرائيلية قررت إجبار العطيوي، المعتقل منذ عام تقريبا، على تناول الطعام لإنقاذ حياته بعد أن شارف على الموت نتيجة لإضرابه عن الطعام منذ أكثر من 10 أيام.

ورفض العطيوي التعليق حول مصير أخيه داخل السجون الإسرائيلية وما ينتظره في المستقبل، إلا أنه أشار إلى أن أسرته على تواصل مع السلطات السعودية حول ذلك، مبينا أنه أبلغ السلطات المصرية، بعد أن انقطعت اتصالاته، باختفائه في شهر صفر من العام الماضي، كما أبلغ السلطات السعودية عن غياب أخيه قبل عام تقريبا، ولم يسمع عنه أية أخبار أو اتصالات إلا أخيرا.

من جهته، قال خالد عوض وهو أحد المحامين الفلسطينيين، أنه اطلع على حالة المعتقل السعودي عن قرب، حيث وجد أن وضعه سيئ جدا، وحالته الصحية متدهورة بسبب اضرابه عن الطعام.

وأضاف عوض في مقابلة مع قناة الاخبارية أنه حكم على العطيوي بالسجن لثلاثة شهور، ولكن السلطات الإسرائيلية رفضت أن تخرجه بحكم أنه سعودي ولا يستطيع الخروج إلى الأراضي الإسرائيلية. وعبد الرحمن العطيوي ( 36 عاما) المعتقل السعودي في السجون الإسرائيلية من سكان مدينة تبوك (تبعد 100 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية) وتزوج في فترة سابقة قبل أن يصبح مطلقا، ولديه بنت تبلغ من العمر 10 أعوام تسكن مع والدتها في مدينة الطريف (شمال السعودية)، ولديه 6 إخوان من الذكور وأختان إناث.

ويحمل العطيوي شهادة المرحلة الابتدائية، وكان يعمل قبل فقدانه في إحدى شركات القطاع الخاص بمكة المكرمة.